عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-20, 08:22 AM   #23
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:05 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة مثواكم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة (:



في سنين مضت وتاريخ بعيد..
أتت إلى الحج مع والديها.. وهي في الخامسة من عمرها..
تاهت بين المخيمات في عرفه..
وظل أهلها يبحثون عنها..
ولم يوفقوا أبداً في إيجادها..
فلما يئسوا من وجودها تركوها وهم يدعون لها الله أن يوفق لها من يرعاها..
احتضنها رجل ذو سمعة طيبة وبيت كريم..
عرفوا منها اسمها الأول فقط..
فاحتفظت به مع إضافته إلى جنسية بلدها..
تربت في البيت كواحدة من بناته..
تأكل مما يأكلون..
وتلبس كما يلبسون..
وتعامل كواحدة من بنات البيت..
واندمجت معهن..
كانت من أجملهن.. وأكثرهن فطنة وذكاءً..
تعلمت قراءة القرآن.. وحصل على ما تيسر من التعليم في تلك الفترة التي كانت فيها..
عندما بلغت السادسة عشر من عمرها، قام الرجل المربي لها بتزويجها من أحد العاملين عنده وأوصاه بها خيراً..
خرج بها من مدينتها التي رُبِّيَت فيها إلى مدينة أخرى..
عمل بجد واجتهاد فذاع صيته في مهنته.. وأقبلت عليه الخيرات من كل حدب وصوب..
ورزقه الله بذرية منها.. كلهن بنات..
يزوره من زوَّجه وعائلته..
فيرون الخير عنده ويكرمهم ويحتفي بهم..
ودائم الترديد.. البركة فيها.. الله أعطانا بوجودها..
ويثني على من احتضنها..
كبرت البنات.. وزوجهن إلى رجال من عوائل المدينة التي يعيشون فيها..
ورأى أحفاده بين يديه..
بعد أن رأى الخير والسعادة والرضا.. أتى له أحدهم..
ما رأيك أن تتزوج لتنجب ولداً يرث منك عملك وسمعتك ومالك؟..
ألحَّ عليه وكرر مرات ومرات..
لوفائه لها سألها إن كان يمكن أن يتزوج لينجب ولداً يرثه وقد أنعم الله عليه..
قالت بانكسار وعين دامعة.. "اللي تشوفه؟"..
ذهب إلى مدينة أخرى وتزوج منها.. وأقام فيها بعض الوقت..
وكانت زوجته الجديدة مختلفة عمن يعرف وعايش..
أنجبت منه ولداً..
ولكنها كانت تتطلب الكثير.. حتى أضحى لا يملك ما كان فيه..
عاد إليها يطلب المساعدة والمعونة..
استضافته عن إحدى بناته..
لقد كبر الولد ولكن بغير إرث ولا سمعة.. ولا مال ولا عمل..
لقد أعطاني الله الكثير.. وكنت أظن أنني بعملي وعلمي..
ولكنه ببركتك ودعائك وصبرك..
وعندما أصابني الغرور.. والصاحب غير الناصح.. فقدت كل شيء..
أتاني الولد.. وضاع العز الذي كنت فيه..
سألته.. أيهما أسبق في كتاب الله.. المال أم البنون؟..
قال.. المال..
قالت.. من يراعي ماله.. يصلح الله له عياله..
لم يطل به العمر كثيراً..
ولكن ابنه كان يهتم بها.. وهي تهتم به.. وتشبعه حناناً وحباً حتى أصبح يراها أمه التي يعشقها..
كتبت له.. يا بني.. إياك أن تكسر خاطر اليتيم.. ولا المحتاج.. ولا القريب..
فجبر الخواطر ينجيك من المخاطر..
ولا يمكن لمن أكرم.. إلا أن يُكرم من رب العالمين..
أوصيك بأخواتك خيراً..
لقد ماتت بعد أن تعرف عليها أهلها..
وورثت منهم..
وعاد لها خير لم تره.. ولكنها أورثته لمن بعدها..
وكان هو الذي ورث منها ثلث ما تملك..

تابعونا
ولنا لقاء آخر ان شاء الله