الموضوع: " ما بين وبين "
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-20, 11:25 AM   #3
الفضل10

الصورة الرمزية الفضل10

آخر زيارة »  03-08-24 (09:43 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ما ينقصنا هو الوقوف على ما الله أمر ، وعلى ما الله نهى ،
لنجعله هو الضابط والمرجع ،
وهو البوصلة الذي نحدد بها الاتجاه ،

فما جاوز ذلك بعد ذاك يأتي " العرف " الذي تعارف عليه الناس ،
لا أعني بذاك الذي لا يقبله عقل ولا شرع ،
بل عنيت ما يقي الإنسان من تكالب القيل والقال عليه
" أكان بدليل أو بقول بلا برهان " !

ما يقع فيه الكثير من الناس :
هو ظنهم بأن الالتزام خاص بفئة من الناس دون فئة مع أنهم
من الذين شملهم البيان من أمر ونهي من رب الأنام !

وما علينا في المقابل غير التخلق بخلق الأدب والاحترام ،
ففي المقابل نحن المُتعبدون بذاك ومسؤولون أمام رب العباد .

نُسّلم على من نقابل ونتحدث ،
ولكن في ظل ضوابط وحدود
لتكون للطرفين مسافة أمان
وتُحفظ بذاك الحدود بحيث لا يتخلل ذاك :
خضوعاً بالقول
و
لا تغنج
و
لا ضحكاتٍ يسمعها من هم في أقاصي البلاد !

ولمن أراد الضوابط فعليه التفقه في الدين ليعبد الله على بصيرة ويقين ،
وليعلم الذي له وعليه ، ليسلم بذاك الدين ،
وبذلك يدين لرب العالمين .

من بعد هذا كله يترك كلام الناس وما تلوكه الألسن
فليس لديهم شاغلة غير الخوض في أعراض هذا وذاك ،

وعلينا أن لا نقف كثيراً على ما يردنا من الناس ،
لأنها :

مضيعة للوقت
و
مرهقة للجَنَان :
و
فكر
و
قلب ذلك الإنسان !


فائدة :
ما يمر به الاسلام اليوم من نكبات هو بما كسبت أيدي أتباعه بعدما :
ضّيعوا الأمانة
و
خَفَتَ
و
نَضَبَ
و
خرس صوت الحق
و
ذاع
و
على صوت الباطل !

لنجد تلك النماذج المسخ التي شوهت وجه الاسلام السمح ،
فكان ذلك الصلف من الذين يُنسبون للملتزمين الذين
والله إني أرى فيهم ذلك " القبح المقيت في أخلاقهم ومعاملاتهم "
التي لم ينزل الله بها من سلطان !

حين يرون غيرهم هم أدنى منهم منزلة !
وكأنهم نالوا ضمانة النجاة !
وأن غيرهم مردهم ومأواهم النار
وبئس المآل !


أما أولئك المسرفون على أنفسهم بالتجاوزات وتجاوز حدود الله ،
فتراهم يهيمون ويتشدقون ويجادلون وكأنهم أخذوا من الله الأمن والأمان
حتى ظنوا بأن مكانهم قد حُجز لهم في الفردوس الأعلى بلا نزاع ولا جدال !

ليكون كلا الفريقين قد ارتكسوا ونزلوا لدركات المخازي والمهالك
لكونهم خالفوا ما الله جاء به وجاء بيانه في كتاب !

وبعد هذا " يُجعلون نماذجاً يمثلون الإسلام " !

بتلك المغالطات نقع ويقع الكثير من الناس في الإشكال ،
حين يجعلون من الشواذ عن القاعدة هم الأصل !
ليحكموا على الإستقامة والإسلام وعلى منهج الله
من خلال تسليط الضوء على ما يأتون ويذرون
" أولئك الأغمار " !

والأصل في ذلك :
هو الرجوع للمنبع من منهج ،
وضوابط ،
وشرائع " لنحكم على الفرع " !

فلا نسأل عن الإسلام بما يفعله من ينتمون إليه !
ففي
" كل قاعدة شواذ " !

بل نسأل الذين ارتكسوا وتنكبوا الصراط عن منهج الاسلام :
" لما خالفوا ما جاء في القرآن وسنة النبي المختار من بيان وبرهان " .


ختاما أقول :

" لا يكن أحدنا في حيرة من أمره ، في أي وجهة هو ذاهب ، فدين الله ليس به لبس فظاهره كباطنه ،

نتلمس الضوابط التي وجب على المرأة والرجل التخلق بها ،
ولندع ما دون ذلك ، فالله لا يحاسبنا بما يُلقيه الناس علينا من تُهم ،
لتكن معاملتنا مع الله مباشرة ،
ننل بذلك سعادة الدنيا والآخرة .