"مضى ما مضى منك خيرًا وشرّ
وظلّ الذي ظلّ طيّ القدر
وأنت -على كلِّ ما يزدهيك-
كثير التشكّي، كثير الضجر
على أنّ في قلبك المستفَزّ
جناحًا يُغالبِ أن يؤتسر
وفيكَ -وإن لم تفُهْ- صيحةٌ
يطول مداها ولا يُختصَر
أأوجعُ من أن يضجّ الحنين
بقلبك حتى لبؤسٍ غَبَر؟
وأنّك يا أقلق المتعبين
تُرى خالي البال حدّ البطر؟
وأنّك تضحك للمبكيات
وأنّك تصفو برغم الكدر؟
وماذا سوى هذه البارقات
يَرى منك إذ يلتقيك البشر؟
على أنّ أوجع كلّ الهموم
أن نألف الهمّ حدّ الخدر!