الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-20, 07:51 AM   #132
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:44 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 118 »
السيرة النبوية العطرة (( وصف الرسول – صلى الله عليه وسلّم – ج1 ))
______
حبى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بصفاتٍ عظيمة جليلة، صفاتٍ خُلُقية ظهرت على سلوكه القويم ، وصفاتٍ خَلْقية ظهرت على بدنه الشريف وجوارحه الطاهرة، وإليكم بعض تلك الصفات التي وهبها الله لرسولنا و حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

فقد كان صلى الله عليه وسلم متوسط القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير، بل بين بين، كما أخبر بذلك البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً - متوسط القامة - بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منه ) متفق عليه.

وكان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة، دلَّ على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون- أبيض مستدير- ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم .
وكانت أم سُليم رضي الله عنها تجمع عَرَقه صلى الله عليه وسلم، فقد روى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال:َ

( دخل علينا النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال عندنا " نام نومة القيلولة " ، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت "تجمع" العرق فيها، فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب ) رواه مسلم .

وكان بصاقه طيباً طاهراً، فعن عبد الجبار بن وائل قال حدثني أهلي عن أبي قال: ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مجّ في الدلو، ثم صُبّ، في البئر، أو شرب من الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك ) رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط.

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم جميلاً مستنيراً، وخاصة إذا سُرَّ، فعن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: ( فلما سلّمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه ) رواه البخاري . وكان وجهه - صلى الله عليه وسلم - مستديراً كالقمر والشمس فقد سُئل البراء أكان وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل السيف؟ قال: ( لا بل مثل القمر ) رواه البخاري ، وفي مسلم ( كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً ) .
وكان - صلى الله عليه وسلم - كث اللحية، كما وصفه أحد أصحابه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ( وكان كثير شعر اللحية ) رواه مسلم .

وكان - صلى الله عليه وسلم- ضخم اليدين، ذو شَعرٍ جميل، ففي الخبر عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال : (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لم أرَ بعده مثله، وكان شَعْرُ - النبي صلى الله عليه وسلم - رَجِلاً لا جَعْدَ - أي لا التواء فيه ولا تقبض- وَلا سَبِطَ - أي ولا مسترسل - ) رواه البخاري .
ووصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه فقال: ( كان رسول - صلى الله عليه وسلم - ضَلِيعَا - واسع - الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ - حمرة في بياض العينين - مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْن- قليل لحم العقب - ) رواه مسلم .

وكان له خاتم النبوة بين كتفيه، وهو شيء بارز في جسده - صلى الله عليه وسلم - كالشامة ، فعن جابر بن سمرة قال: ( ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده ) رواه مسلم .

ومن صفاته - صلى الله عليه وسلم - أنه أدعج العينين –أي شديد سوادهما ، و أيضا أُعطي قوةً أكثر من الآخرين، من ذلك قوته في الحرب فعن علي رضي الله عنه قال: ( كنا إذا حمي البأس، ولقي القوم ، اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه ) رواه أحمد و الحاكم .
أخلاقه صلى الله عليه وسلم :

جمعَ رسول الله من الأخلاقِ والآدابِ ما أوصلَهُ لشهادةِ الله – سبحانه و تعالى - بأخلاقِهِ، حيثُ قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} ولما سُئلت عائشةُ أم المؤمنين، عن خُلقِ رسول الله، وهي أقربُ النّاس إليهِ، قالت: " كان خلقُه القرآنَ" .

كان - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم عشرة، وكان - صلى الله عليه وسلم - أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعاً، وكان - صلى الله عليه وسلم - أشد حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه...

وكان - صلى الله عليه وسلم - يأكل ما وجد، وكان لا يأكل متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته - صلى الله عليه وسلم - نار، وكان - صلى الله عليه وسلم - يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز.

وكان - صلى الله عليه وسلم – يمازح الكبار و الأطفال؛ ولكن لا يقول إلا حقاً، ويضحك من غير قهقهة ، وكان يقول : " تبسمك في وجه أخيك صدقة " . كان صادقا أمينا في جميع أقواله و أفعاله . وكان - صلى الله عليه وسلم - في مهنة أهله، قال: { خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي } .

تلك هي بعض صفات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصدق الصّدّيق أبو بكر- رضي الله عنه - عندما قال عنه وهو يُقبِّله بعد موته صلى الله عليه وسلم : (طبت حياً وميتاً يا رسول الله)، فعليك يا من تقرأ سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم - أن تكون قوي الصلة بصاحب تلك الصفات من خلال اتباعه، والسير على هديه ، والإكثار من الصلاة والسلام عليه .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم