الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-20, 07:53 AM   #133
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 119 »
السيرة النبوية العطرة (( وصف الرسول – صلى الله عليه وسلّم - ج2))
______
صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يا رسول الله ، لم تكن ملابسه مميزه عن باق الناس ، كان يلبس ما يتيسر له من الملابس التي كانت معروفة في قومه ،
فقد كان هديه في اللباس أعظم الهدي وأكمله، فكان - عليه الصلاة والسلام -يلبس ما تيسر له من اللباس، سواء أكان صوفاً، أم قطناً أم غير ذلك، من غير تكلف ولا إسراف ولا شهرة. وكان إذا جاء العيدان أو الجمعة أو وفد عليه الوفد لبس أحسن ثيابه، وأمر قومه بذلك. وكان - صلى الله عليه وسلم - يهتم بنظافة ثيابه، ويحرص على تطييبها، ويوصي أصحابه بذلك .

وكان أحب ألوان الثياب إليه - الثياب البيضاء – فكان يؤثرها على غيرها من الثياب، ولم يكن ذلك مانعاً من أن يتخيرأي لون آخر .
وبين لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آداباً يحسن بالمسلم أن يتحلى بها عند لبسه لثيابه فمن ذلك التسمية، فقد كان - عليه الصلاة والسلام - يبدأ بها في أعماله كلها ، ومنها البدء باليمين عند اللبس وبالشمال عند الخلع، لما ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت:

( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه التيامن في شأنه كله ) و كان - صلى الله عليه وسلم - إذا لبس ثوبه أو قميصه، حَمِدَ الله تعالى قائلاً: ( الحمدُ لله الذي كَساني هذا و رَزَقَنِيه من غير حولٍ مني ولا قُوة) .وإذا لبس ثوباً جديداً دعا الله قائلاً:
( اللهم لَكَ الحمدُ أَنتَ كَسَوتَنِيه أسألك من خَيرِهِ وخَيْرَ ما صُنع له، وأعوذ بك مِنْ شرِّه وشَرِّ ما صُنِعَ لَهُ ) .

ومن جملة هديه - صلى الله عليه وسلم - في لباسه عدم إطالة الثوب والإزار، فكان إزاره لا يتجاوز الكعبين، واتخذ - صلى الله عليه وسلم - خاتماً من فضة، وكان يضعه في خنصر يده اليسرى، وتارة يضعه في يده اليمنى، ونهى عن التختم بالذهب.
ونهى -عليه الصلاة والسلام -عن لبس الحرير من الثياب ، وحرم النبي - صلى الله عليه وسلم - تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال :

( لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ) .
وعند الترمذي وأبي داود عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: كان كُم يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرسغ. وفي صحيح مسلم عن عمرو بن حريث قال : " كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه.
وكان يضع تحت العمامة قلنسوة،

[[ القلنسوة ،هي الطاقية اللي بيلبسها الحاج ]] ، و أحيانا من غير قلنسوة ، وكان لعمامته ذؤابة ( مثل ذيل للعمامة ينزل للخلف على ظهره بين كتفيه ) ، وكان له عمامة بيضاء وعمامة سوداء وخضراء وربما ألوان أخرى،ولم تكن عمامته - صلى الله عليه وسلم - كبيرة بحيث يؤذيه حملها، ولا صغيرة ،بل كانت وسطا بين ذلك . وقد لبس النبي

- صلى الله عليه وسلم - القميص (الثوب) والرداء والإزار والجبة والعمامة . وكان - صلى الله عليه وسلم - يلبس في قدميه النعل [[ نسميه الصندل ]] ، وكان يلبس الخف [[ مثل ما نسميه الجرابات يشبهه تقريبا بس من جلد ويغلق من الجانب ]]

روى البخاري قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا آكُلُ مُتَّكِئًا ( ومعنى الاتكاء : كل جِلْسة يكون الأكل فيها متمكناً مطمئناً ، لأن ذلك مدعاه ليأكل كثيراً ، وهو مذموم شرعاً .

روى مسلم عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْعِيًا يَأْكُلُ تَمْرًا ) والإقعاء أن ينصب قدميه ويجلس على عقبيه هذا هو الإقعاء وإنما أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك لئلا يستقر في الجلسة (
وكان - صلى الله عليه وسلم - يأكل على الأرض ، يجثو بركبتيه أو ينصب رجله اليمنى ويجلس على اليسرى

[[ هذه الجلسة تمنع بروز الكرش ، وتضغط على المعدة ، فتسرع بالشبع ، علموها أبناءكم خوفا من النصاحة في المستقبل ، بتصغر معدتهم ]]

وكان - صلى الله عليه وسلم - يأكل بأصابعه الثلاثة ، الإبهام والتي تليها والوسطى ، وكان لا يتكلف في أكل الطعام، بل كان يأكل ما يقدم إليه، واذا لم يحب شيئا من الأكل لا يعيبه . كان قليل الأكل ؛ تقول عائشة - رضي الله عنها - :{{ لم يشبع يومين متتاليين }} ، وكان - صلى الله عليه وسلم - يشرب ثلاثا ، يسمي الله و يتنفس بينهم، وكان يجلس أثناء الشراب . كان ينام على جنبه الأيمن ويضع يده تحت خده . وكانت مشيته - صلى الله عليه وسلم - كأنه ينحط من صبب [[ أي ينزل من منحدر، كانت مشية سريعة، وفيها جدية، وليس مشية في كسل أو تماوت ]] .

وكان إذا حدث بحديث تبسم في حديثه و أفهم ، وإذا التفت ، التفت بجميع جسده، وليس برأسه فقط ، وكان يُقبل بوجهه على كل من يحدثه ، وإذا صافحه أحد لا يكون هو أول من يسحب يده من المصافحة . كانت له هيبة ووقار - صلى الله عليه وسلم - ولذلك كان الصحابة يجلسون في مجلسه - صلى الله عليه وسلم- كأن على رؤوسهم الطير .

واعلموا أحبّتي أن أجمل وأفضل الأخلاق لباس التقوى، كما قال تعالى:
" ولباس التقوى ذلك خير "، وصدق الشاعر حين قال:
إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى تقلب عرياناً وإن كان كاسياً
هذه طائفة من هدي نبينا - صلى الله عليه وسلم - فلا تفوّت على نفسك فرصة تطبيق وإحياء سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم.
_______

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم