الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-20, 08:13 AM   #134
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 120 »
السيرة النبوية العطرة (( مشاكل المدينة قبل أن يدخلها صلى الله عليه وسلم))
______
انتهينا في الهجرة ، عند خيمة أم معبد ، وقبل أن نشرع بالحديث عن وصول النبي صلى عليه وسلم للمدينة ، ونزوله بقباء ، وكيف كان استقبال أهل المدينة له ، لا بد لنا من أن نلقي نظرة على {{ مشاكل المدينة }} قبل دخوله عليه - صلى الله عليه وسلم - .

فلقد انتهت المرحلة الصعبة في تاريخ الدعوة، وهي مرحلة الدعوة المكية، والتي استمرت {{ ١٣ سنة }} وكانت مليئة بالاضطهاد الشديد جدا، و التعذيب للمسلمين ، ولكن العهد المدني أيضا كان صعبا وليس بالسهل أبدا ؛ لنر ما الذي واجهه - صلى الله عليه وسلم - عندما هاجر إلى المدينة ، وكم تحمل نبينا - صلى الله عليه وسلم – وصحابته في سبيل دعوتهم إلى الله .
الحروب بين الأوس والخزرج :

كانت المدينة تموج بالحروب الأهلية بين {{ الأوس والخزرج }}، ولقد حدثتكم سابقا عن الأوس والخزرج ،إنهما أوس وخزرج أخوان من أم واحدة اسمها {{ قيلة }}، وبالرغم من أنهما من سلالة رجل واحد وأم واحدة ، ومع ذلك كانت هناك عداوة شديدة جدا ،وتاريخ طويل من الحروب الأهلية بين تلك القبيلتين ، آخرها كان {{ حرب بعاث }} التي انتهت قبل الهجرة بخمس سنوات فقط .
اليهود :

كان في المدينة ثلاث قبائل يهودية كبيرة ، وهي قبائل( بني قينقاع ، وبني النضير وبني قريظة ) . وقد قابل اليهود الدعوة الاسلامية بالعداء الشديد ، والسبب أنّ هؤلاء المغضوب عليهم ، كانوا يظنون أن نبي آخر الزمان سيكون منهم لأن أكثر الأنبياء من بني إسرائيل ، ثم كانت المفاجأة القاسية بالنسبة لهم ، أن يكون نبي آخر الزمان من العرب !!! وكانت كتبهم تأمرهم أن يتّبعوا هذا النبي الأمي إن هو ظهر فيهم ، قال تعالى :

( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) .

وبالرغم من أن عدد اليهود في المدينة كان كبيرا ،إلا أنهم كانوا أقل عددا من {{ الأوس والخزرج }} ، ولذلك كان الأوس والخزرج مستعلين على اليهود في المدينة ، وكان يهود المدينة يشعرون بالقهر في مواجهة الأوس والخزرج ، و لذلك كانوا ينتظرون نبي آخر الزمان لينتقم لهم من قهر الأوس والخزرج ،
فلما جاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - من نسل إسماعيل ، كان الأمر بمثابة الصدمة بالنسبة ليهود المدينة، ولذلك قرروا معاداة الرسول - صلى الله عليه وسلم - منذ أول يوم لدخوله المدينة . قال تعالى :{{ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ }} .

لذلك كان من أكبر المشاكل التي واجهت الرسول- صلى الله عليه وسلم - هي وجود اليهود في المدينة، واليهود معروفون بخبثهم ومكرهم ومكائدهم .
المشركون :
صحيح أن أغلبية أهل المدينة كانوا مسلمين، ولكن لم يكونوا كلهم مسلمين ، وكان بعضهم لا يزال على شركه، ولم يجبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحدا على الإسلام، وهؤلاء كانوا يكرهون الإسلام ، ويكرهون المسلمين ، ويضمرون لهم البغض والعدواة
المنافقون:

بعد الهجرة، ودخول أغلب أهل المدينة في الإسلام، ظهرت طائفة جديدة وهي طائفة {{ المنافقين }} والمنافق هو الذي يظهر ما لا يبطن ، وهذه الطائفة لم تكن موجودة في مكة ، لأن الإسلام كان ضعيفا، ولكن ظهرت بعد الهجرة، وبعد أن أصبح للإسلام دولة، وخصوصا بعد غزوة بدر ، وهذه الطائفة أخطر بكثير من المشركين ، لأن المشرك عداوته معروفة للإسلام ، وتستطيع أن تأخذ منه حذرك ، وأن تواجهه ، بينما المنافق مثل المرض الخفي ، الذي يفتك بالجسم دون أن تشعر به . يقول تعالى : {{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ }}
مشاكل المهاجرين :

ظهرت في المدينة مشكلة اقتصادية نتيجة هجرة عدد كبير من أهل مكة ، وموارد المدينة محدودة ، ولذلك لم يأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -أصحابه المهاجرين إلى الحبشة بأن يأتوا إليه في المدينة .حيث لم يكن للمهاجرين بيوت يسكنونها ، ولا أعمال يعملون بها ، [[ المهاجرون تركوا مكة وأموالهم وأعمالهم ، لنتخيل الوضع ليس بالسهل أبدا ]]

و أهل المدينة كلهم مزارعون ، وهي مهنتهم الوحيدة ، وهذه المهنة لا يعرفها أهل مكة ، لأن أهل مكة كان أكثرعملهم بالتجارة فقط ، وأيضا شعر المهاجرون بالغربة والحنين لبلدهم و أهلهم في مكة ؛ فأصيب المهاجرون بحالة من الحزن والاكتئاب ، و أصيب بعضهم بالحمى نتيجة حزنهم وقلّة مناعتهم .

كذلك اختلفت العادات و التقاليد على المهاجرين ؛ فمثلا نساء المدينة شخصيتهنّ مع رجالهنّ فيها جرأة وقوة ، ولم تكن شخصية نساء مكة هكذا مع رجالهنّ ،لأن زوجات أهل المدينة يعملن

في الزراعة مع أزواجهن ،أما نساء مكة لا يعملن لأن عمل أزواجهن التجارة .
{{ النبي القائد }} محمد – صلى الله عليه وسلم – كان عليه أن يواجه كل هذه المشاكل ؛ ولأنّ السيرة منهاج حياة لكل المسلمين ، لذلك يجب علينا جميعا قادة و شعوبا و مسؤولين أن نتعلم من قائدنا وحبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلم – ماذا فعل لحل هذه المشاكل ؟؟

وكيف استطاع بقيادته الحكيمة وفي زمن قصير أن يبني دولة شهد لها القاصي و الداني ؟ كيف لا وقد قضت على جبابرة الفرس و الروم ؟؟ هذا ما سنعرفه في الأجزاء القادمة بإذن الله تعالى .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم