الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-20, 08:15 AM   #135
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:05 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 121 »
السيرة النبوية العطرة (( وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى أطراف المدينة بئر عذق ))
________
وصل - صلى الله عليه وسلم - عند قدومه للمدينة إلى بئر اسمه {{ بئر عذق }} هذا البئر على أطراف المدينة، يبعد عنها مسافة حوالي {{ ١٠كم }}، استراح - صلى الله عليه وسلم - في ذلك المكان وشرب من ماء البئر فكان أول ماء يشربه في المدينة من ذلك البئر.

فلما جلس يستريح قدّر الله - عزوجل -أن يمر رجال من تجار قريش – كما تقول الروايات - كانوا قادمين من الشام وهم الآن في طريق عودتهم إلى مكة ، والقادم من الشام يمر أولاً بالمدينة ، ثم يكمل مسيره إلى مكة ، فاستراحوا على أول ماء بعد المدينة ، وكان ذلك مع وصول النبي - صلى الله عليه وسلم - {{ لبئر عذق }} ،

فالتقوا هناك ، وكان مع هؤلاء الرجال الصحابي الجليل الزبير بن العوّام . {{ الزبير بن العوام رضي الله عنه : وهو ابن عمة الرسول ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ومن السابقين إلى الإسلام، يُلقب بـ حواري رسول الله؛

لأن النبي قال عنه:" إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ" أوَّل من سلَّ سيفه في الإسلام، تزوج أسماء بنت أبي بكر، وهاجرا إلى المدينة المنورة، فولدت له عبد الله بن الزبير فكان أول مولود للمسلمين في المدينة }} .

وكان مسلما وخارجا في تجارة لقريش ، فلما التقى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أخرج ما في بضاعته من ثياب ، وكسا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر الصديق ثيابا بيضا جديدة حتى يدخل بها المدينة ، واستأذن النبي أن يُتم تجارته إلى مكة ثم يعود مهاجرا إلى المدينة ، فكانت كرامة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يستقبله أصحابه وهو بثياب حسنة ، فاغتسل - صلى الله عليه وسلم - على ذلك الماء ولبس الثياب الجدد البيض .

أهل المدينة قد بلغهم خروج النبي - صلى الله عليه وسلم – وإنه في طريقه إليهم ، وقدروا مسافة الطريق سبعة أيام إلى ثمانية ، وكانوا يخرجون كل يوم بعد صلاة الفجر إلى طرق المدينة ، يترقبون وصول رسول الله حتى تغلبهم الشمس على الظلال [[ أي تصبح حرارة الشمس عالية ولا يوجد شيء يستظلون به ..
يضربهم حر الشمس ، فيدخلون بيوتهم لأنهم لا يعرفون سبب تأخر وصوله ، و أنه مكث في الغار ثلاثا ، و أنه سلك طريقا آخر تمويها لقريش ]] ، وفي اليوم الذي وصل به النبي - صلى الله عليه وسلم - خرجوا كعادتهم حتى غلبتهم الشمس ؛ فلما دخلوا بيوتهم ، سمعوا صارخاً يصرخ على سطح حصن – يُقال إنه يهودي - :

يا بني قيلة [[ الأوس و الخزرج ]] هذا جدكم الذي تنتظرون قد أقبل [[ الجد يعني الحظ و النصيب ، فمحمد نصيب العرب المسلمين ]] ،

يقول الصحابة : فأخذنا سلاحنا نستقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - [[ يعني من باب الاعتزاز وقوة الترحيب بالنبي ]] ، ( هو لم يدخل المدينة بعد ) ، وأخذنا نبصر الطريق وإذا به - صلى الله عليه وسلم - مع صحبه الثلاثة يخفيهم السراب مرة ، ويظهرهم مرة أخرى مبيضين مقبلين ، [[ ما معنى مبيضين ؟
المسافر بالعادة لا تكون ثيابه نظيفة ؛ إما أن تكون اتسخت بحكم السفر ، أو عليها غبار على الأقل .. قالوا وإذا بهم مبيضين أي بثياب بيضاء نقية ]] .

يقول أصحابه - رضي الله عنهم - : لا يعرف النبي- صلى الله عليه وسلم - منا أحد إلا من بايعه في مكة ، ونحن لا نعرف النبي ولم يسبق لنا أن رأيناه ، وكان هو وأبو بكر في سن واحدة متقاربة

[[ النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقدم أبو بكر بالعمر سنتين على الأقل ]] ، فلما اقتربوا وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأراد أن يستقبلهم فجلس تحت ظل شجرة . يقول أصحابه فأقبلنا فرأينا رجلين مبيضين قريبين بالعمر من بعضهم البعض ، ومعهم خادم ودليل يدلهم على الطريق ، قالوا فأيقنا أن هذا هو النبي وهذا صاحبه .. ولكن أيهما النبي لا ندري !!

فقام إلينا رجل منهم يستقبلنا ، فظننا أنه رسول الله ، فأخذنا نحييه وما عرفنا أنه أبو بكر إلا عندما رجع إلى النبي ، وهو جالس لا يتكلم - صلى الله عليه وسلم - فأخذ أبو بكر يظلل النبي بثوبه حتى لا تضربه الشمس ، قالوا فعرفنا أنه رسول الله ، فسلموا على رسول الله واستقبلوه . ثم مضى بهم - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمين حتى وصلوا إلى بساتين قباء ، [[ لم يدخل المدينة المنورة ، مباشرة ]] ،وكانت قباء في ذلك الوقت قرية منفصلة عن المدينة المنورة ، تبعد عن المدينة حوالي {{ ٥ كم }} .

فلماذا لم يدخل المدينة المنورة مباشرة واتجه نحو قباء ؟؟؟

ربّما النبي - صلى الله عليه وسلم – أراد أن يستأذن أهل المدينة في الدخول على مدينتهم، خاصة أن أهل المدينة لم يكن كلهم مسلمين، بل كان هناك مشركون وكان هناك يهود أيضا ، ولأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بدخوله المدينة ستكون هناك مرحلة جديدة من تاريخهم ، فكأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يترك لهم فرصة لمراجعة أنفسهم ، وحتى يتأكدوا أنهم قادرون على تحمل تبعات هذه ا


لمرحلة الجديدة ، وهي مرحلة في غاية الصعوبة ، لأنهم سيقفون ليس أمام قريش فقط - أقوي القبائل العربية - بل سيقفون كذلك في مواجهة كل القبائل .
( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )