الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-20, 08:21 AM   #137
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:00 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 123 »
السيرة النبوية العطرة (( استقبال أهل المدينة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ))
________
وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ، ولا أحد يستطيع أن يصف ذلك الاستقبال الكبير، والحب الذي لقي به أهل المدينة هذا الضيف الكريم الذي وفد إليهم بأمر الله، وأكرمهم الله - سبحانه وتعالى - به فكانوا أنصار الدعوة ، ولقبوا بالأنصار. [[ وهنا يعجز المتكلم عن الوصف ، حتى جميع الذين كتبوا السيرة تعجز أقلامهم عن وصف هذا المشهد التاريخي ، ولا يستطيع أي مخرج تلفزيوني أو سينمائي أن يصور بحق تلك اللحظات الجميلة في كل شيء ]] .

الكل كان في اشتياق كبير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – مهاجرين و أنصار ، خرجوا جميعا لاستقباله عند دخوله المدينة بعد عناء {{ ١٣ عاما في مكة }} ، تحمل فيها - صلى الله عليه وسلم – ما تحمّله من حصار وأذى واستهزاء . . . نتصور أنفسنا مكان {{ أهل المدينة }} أغلبهم لم يروا رسول الله في حياتهم ، ( كوضعنا هذه الأيام لم نره ولم نسمع كلامه ) . . . الرجال ، والشباب ، والنساء ، والفتيات ، والأولاد ، والكبار. .. الكل في شوق شديد لهذا النبي الكريم سمعوا عن طفولته ، عن غار حراء ، عن دار الارقام ، سمعوا عن رحلة الإسراء والمعراج ، عرفوا أنه أحب الخلق إلى الله . . .

تصوروا هو الآن قادم إلينا نحن !!كيف سيكون حالنا في الطرقات والشوارع ؟ !!!! تخيلوا شوق أطفالكم عندما يسمعون أن رسول الله قادم اليوم ، ونريد أن نخرج لاستقباله؟؟!! كان في المدينة ما يزيد على 13 منطقة ( حي ) كلهم خرجوا ، وضجت طرقات المدينة كلها بالناس ، وكانت المدينة قد تهيأت لهذا اللقاء قبل قدومه - صلى الله عليه وسلم - .

. . . كان يركب ناقته القصواء ، وقد أحاط به أخواله من بني النجار، ورجال آخرون من المهاجرين والأنصار ، وبأيديهم سيوفهم تحميه من كل من تسول له نفسه أن يصيبه بأذى ، وأبو بكر خلفه على الناقة ، فلما أطل عليهم ورأوا من بعيد {{ النور المحمدي }} صاح الغلمان ، والأطفال و الفتيات ؛

صاح الجميع ، صاحوا بأعلى صوتهم : الله أكبر .. الله أكبر ، جاء رسول الله ، الله أكبر ، هذا محمد رسول الله قد أطل علينا ، حتى أن العوائق فوق البيوت ينظرن و يقلن : أين هو ؟ أين هو ؟ [[ الختيارات قاعدات على سطح الدار ، ينتظرن رسول الله ، ويسألن أين هو ؟؟ ]] .

فلما أقبل - صلى الله عليه وسلم - وأطلّ عليهم ؛ يقول أنس - رضي الله عنه - عن المدينة :{{ أضاء منها كل شيء }} من نور وجهه - صلى الله عليه وسلم - يقول البراء،{{ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء كفرحهم برسول الله}} . وضاجت المدينة كلها ، وأخذ الصبيان يضربون على الدفوف ، وينشدون مع البنات الصغيرات أبيات شعر جميلة جدا في معانيها ( قيل إن هذه الأبيات ضعيفة في سندها ) :

طلع البدر علينا .. من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا .. ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا .. جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة .. مرحبا يا خير داع
وبدأ السرور في وجهه – صلى الله عليه وسلم - وهو يرى هذه القلوب المؤمنة والوجوه المشرقة المستبشرة تستقبله حتى كأن وجهه القمر ، فكان هذا اليوم التاريخي العظيم من أعظم الأيام على الإسلام والمسلمين .

يتبع . . .

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )