الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-20, 07:51 AM   #141
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:28 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 128 »
السيرة النبوية العطرة((هجرة بنات النبي وزوجاته، ومشروعية الأذان ))
__________
قلنا إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - هاجر مفرداً بصحبة أبي بكر- رضي الله عنه - ولم يصطحب أهله ، [[ لأنه هاجر من أجل الدين وابتغاء وجه الله وكذلك الصديق ]] ، فلما استقر في المدينة اختار – صلى الله عليه وسلم - مولاه أبا رافع وزيد بن حارثة وأرسل معهم الدليل
{{ ابن أريقط }} ليأتوا بعائلة بيت النبوة من مكة ،فانطلقوا وأتوا بأهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وخرج بصحبتهم آل الصديق {{ زوجة أبي بكر ويقال لها أم رومان، والسيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق وهي زوجة " الزبير بن العوام " وكانت تحمل بابنها "عبدالله بن الزبير" في الشهر التاسع ، فما إن وضعت قدمها في المدينة المنورة حتى وضعت مولودها ، فكان أول مولود من المهاجرين في أرض المدينة المنورة ، وكان معهم أيضا السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق ، زوجة النبي التي لم يبن بها بعد [[ لأنه كما قلنا خطبها في مكة والخطبة في الإسلام تعني الزواج ، والبناء " الدخول " لم يتم إلا بالمدينة ]] .
قدم هذا الركب المبارك من أهل بيت النبوة ، وآل الصديق ولم يتخذ - صلى الله عليه وسلم - لأهله إلا حجرة واحدة لزوجه سودة وحجرة أخرى تضم ابنتيه }}.
مشروعية الأذان

الأذان معناه في اللغة : الإعلام . وفي الشرع : الإعلام بوقت الصلاة . فبعد بناء المسجد النبوي كانت الصلاة تعقد جماعة ولم يكن هنالك أذان ، فكانوا يحضرون إلى الصلاة عند وقت الصلاة ، فجمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً وقال : لنتّخذ وسيلة تعلن وقت الصلاة ؛
فقال رجل منهم : نرفع راية يا رسول الله ، يحملها رجل على ظهر المسجد ، فإذا حان وقت الصلاة ، فيراها الناس فيتجمعون . فقال عليه الصلاة و السلام : إنها لا تصلح للنائم في الفجر ، ولا تنبه الغافل في الأسواق . فلم يعتمد هذا الرأي . فقالوا : نشعل ناراً فيراها الناس .فرفضها النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنها شعار المجوس . قالوا : ننفخ في البوق كما يفعل اليهود . فقال :
إنا لا نريد تقليدهم . فقالوا : نضرب الناقوس [[ أي الجرس كما تصنع النصارى]] قال : إنه فعل النصارى .فقال قائل : نبعث من ينادي في الطرقات {{ الصلاة جامعة }} ،

فاستحسن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الرأي ، وأمر أربعة من الرجال ينادون في وقت الصلاة من جهات المسجد الأربعة {{الصلاة جامعة ، الصلاة جامعة }} ، فيجتمع الناس للصلاة .

ومضت هذه الطريقة أياما ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يفكر في موضوع النداء إلى الصلاة ، وكان هناك شاب اسمه {{ عبد الله بن زيد الأنصاري}}
كان يتردد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتحدث معه في أمر الأذان ، يقول هذا الصحابي : فذهبت ليلتها وأنا أفكّر في ذلك الحديث، فطاف بي من الليل طائف وأنا نائم ، رجل عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله، فقلت : يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟ قال وما تصنع به ؟

قلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : أفلا أدلك على خيرٍ من ذلك فقلت : بلى . قال تقول : {{ الله أكبر الله أكبر .. الله أكبر الله أكبر .. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن محمدا رسول الله .. أشهد أن محمدا رسول الله .. حي على الصلاة .. حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. حي على الفلاح .. الله أكبر الله أكبر ..لا إله إلا الله }} ثم استأخر غير بعيد [[ أي ابتعد عنه ]]

ثم قال: تقول إذا أقيمت الصلاة : {{ الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن ّمحمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله }} .

قال : فلما أصبحت ، أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما رأيت . فقال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فإنه أندى صوتاً منك. قال : فقمت مع بلال ، فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به . قال : فسمع ذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول : والذي بعثك بالحق؛ لقد رأيت مثل الذي أري . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لله الحمد .

فتم الأذان على هذه الصورة التي تسمعونها ، ليس فيها {{ الصلاة خير من النوم }} في الفجر ، حتى كان بلال في يوم يؤذن للفجر ، فلما قال : حي على الصلاة ، وحي على الفلاح وهو رافع بها صوته ، تذكر أن الناس نيام ، فاجتهد من عنده وقال: {{ الصلاة خيرٌ من النوم }} ، لأن الناس نائمون ، فسمعها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له بعد أن أتم الأذان : نِعم ما قلت يا بلال ، اجعلها في الفجر دائماً .

ونرى كثيرا من الناس ينشغلون وقت الأذان ، ولا يُعظّمون هذه الشّعيرة للأسف؛ فمن السّنّة إجابة المؤذن و القول بما يقوله ، وعند الشهادتين يُستحب قول " رضيت بالله ربّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا " ، وعند حي على الصلاة وحي على الفلاح نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .

روى البخاري في صحيحه : " من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته ؛ حلت له شفاعتي يوم القيامة " .

وزاد البيهقي في آخره : إنك لا تخلف الميعاد .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم