عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-20, 08:51 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ما عُبد الله بالأرض بشيء أفضل من جبر الخواطر



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة حقيقية :
قال لي شخص والله أبكاني : له أخت زارها، فوجدها على خصام مع زوجها شديد جداً ، ومهددة بالطلاق، وزوجها دخله محدود، وتريد منه مبلغ معين بالشهر كسوة لها ولبناتها، وهو لا يعطيها شيئاً ..
فهو جالس يستمع للمشكلة، بعدما انتهت قال لها :
يا أختي، المبلغ خذيه مني كل شهر، فسكتت، وزوجها سكت، وظهر السرور على وجهيهما ... فما بقيت مشكلة !
قال لي : كل شهر أعطيها - والله مضى عليَّ ثمانية أشهر لم أتأخر عن أداء المبلغ ساعة - أول يوم بالشهر أكون عندها أعطيها المبلغ، أخاف أن أتأخر يوماً فتظن أني غيرت عهدي هذا .
قال لي : بعد شهرين أو ثلاثة قالت له : أخي إعمل لنا درس دين نتعلم منك .
قال لي : والله هي التي طلبت، جمع أخواته كلهم وعمل لهم درساً أسبوعياً، قال لي : علمتهم بعض الآيات القرآنية وبعض الأحاديث من الجامع الصغير، قال لي : الآن أخواتي الخمس انطلقوا انطلاقة ثانية، غيروا كل مسلكهم بالحياة .
فهذا المبلغ الذي تدفعه أحياناً لحل مشكلة يفعل فعل السحر، يصير مثل السحر !
هذا الإنسان دفع مبلغاً إقتطعه من دخله إرضاءً لله عز وجل، لأنه أراد جبر خاطرها، لأنها لزم عليها أن تنفق بالشهر مبلغ معين لها ولبناتها، وزوجها لا يوجد معه !!
( فما عُبد الله بالأرض بشيء أفضل من جبر الخواطر )
أنا والله أغبط الأغنياء أقسم بالله ..
لأن أمامهم أبواباً مفتحة لا يعلمها إلا الله، مفتَّحة أبواب العمل الصالح أمامهم ..
فأقول لكم : بالحياة قوتان قوة العلم وقوة المال، يمكن بالمال أن تهدي مئة رجل بإحسانك
هذا تُدينه، هذا عاونته، هذا اشتريت له، وهذا أقرضته ..
تجد القلوب تميل لك، ويميلون لدينك أيضاً، ويميلون لجامعك مكان ما تصلي.
( ما عُبد الله بالأرض بشيء أفضل من جبر الخواطر )
الدكتور محمد راتب النابلسي


دمتم بعافية