الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-21, 08:05 AM   #143
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:01 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 130 »
السيرة النبوية العطرة (( موقف اليهود من النبي صلى الله عليه وسلم))
__________
أصبح - صلى الله عليه وسلم - {{صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في المدينة المنورة }} هو قائدها والمشرع عن الله فيها ، وإن كان الله قد أراحه من سفهاء مكة وقريش وأصنامها ، فقد ابتلاه الله في المدينة بأخس خلق الله وأحقرهم وأسفههم {{ اليهود المغضوب عليهم من رب العالمين }} فانتقل من سفاهة قريش ، إلى سفاهة اليهود ، لأن الله سماهم هكذا ولا نشتمهم تعصبا ولا مزاجية ، قال تعالى في حقهم :

{{ سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها }} عندما حُولت القبلة ، فالله سمى اليهود السفهاء ، فهم أسفهه خلق الله ولا أسفه منهم إلا من وثق بهم وتعامل معهم . كيف لا وقد قالوا لنبيهم موسى - عليه السلام - قالوا له : {{ سمعنا وعصينا }} ، فإذا كانوا يقولون هذا لأعظم أنبيائهم ، فماذا تتوقعون منهم ؟!!! ابتلى الله نبيّنا - صلى الله عليه وسلم – بهم ، ولحسن خلقه وسعة صدره صبر عليهم وبدأ مشواره معهم في المدينة ، وليحقق قوله تعالى :

{{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }} واليهود من العالمين فوسعهم بحلمه .
استقر بالمدينة - صلى الله عليه وسلم - وأخذ يوجه الدعوة إلى الله لليهود ، وأخذ اليهود يتقربون منه يريدون أن يستوثقوا أهو النبي الذي ينتظرون أم غيره ؟ ولأول مرة وقعت أبصارهم عليه عرفوه ؛ فساء صباحهم أنه من ولد إسماعيل ، غضبوا على الله لماذا اختاره من العرب ؟؟؟ !!

[[ كي نعلم أن عداوة اليهود متأصلة منذ أن بُعث محمد من العرب ]] فقد كانوا ينتظرون نبي آخر الزمان أن يكون من ولد إسحاق ويعقوب من بني إسرائيل ، لذلك اختاروا المدينة دار إقامة لهم ، وجاؤوا بقبائل ثلاث {{ قريظة وقينقاع والنضير }}

وسكنوا في المدينة ؛ لماذا ؟ لأنهم عرفوا في كتبهم موضع ولادته ودار هجرته ، وعند ولادته بشروا به، وأخبروا قومهم أنه طلع نجم أحمد صبح هذه الليلة .. ولما هاجر إلى المدينة قلت لكم في الجزء 129 إنّ أحبار اليهود نظروا إليه وكلموه وعلموا أنه هو .
حُيي بن أخطب زعيم يهود : ماذا قال حُيي بن أخطب عن النبي عندما وصل إلى المدينة المنورة ؟ حتى نُجيب على هذا السؤال دعوني انتقل بكم بالسيرة لغزوة خيبر قليلا ، لنربط الحدث مع بعضه البعض :
فتح النبي - صلى الله عليه وسلم - {{ خيبر }} وهزم اليهود من بني النضير، وتزوّج النبي - صلى الله عليه وسلم - {{ صفية بنت حيي بن أخطب }} ، فقد أسلمت و اطمأن قلبها بالإسلام - رضي الله عنها – تقول صفية : يا رسول الله ، لقد كان أبي {{ حيي بن أخطب }}
سيد بني النضير، وإليه مرجعهم ، وكان عمي {{ أبا ياسر }} حبرا من أحبارهم ، فلما سمعا بمبعثك هما و قبيلتنا اعتراهم جميعا همّ كبير، فما زالوا يترقبون أخبارك ، حتى قدمت إلى قباء ، فلما سمعا بقدومك ، خرجا إليك مغلسين [[ أي من الصباح ]] وكنت أحبّ الأبناء إليهما [[هي تقول عن نفسها كانوا يحبوني أكثر من كل أولادهم ، إذا خرجا وعادا ولقياني هششت لهما ، فأخذاني من دون أبنائهما ]] ،

فما عادا إلا مع سقوط القرص ( غياب الشمس ) فاترين كسلانين ، ساقطين يمشيان الهوينى [[ يعني مهدود حيلهم مع أنهم ما حاربوا !! راحوا شافوا أوصاف النبي أول ما وصل لقباء ورجعوا ]] قالت : فهششت إليهما كما كنت أصنع ، فوالله ما نظر إلي واحد منهما
[[ مش فاضيينلك معمي على قلبهم ]] قالت : فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي حيي بن أخطب يسأله : أهو هو ؟ هل تيقنت منه كما نجده في كتبنا ؟؟ قال له حيي :أجل والله هو .. هو ، وربِ عيسى وموسى هو الذي كنا ننتظره . فقال عمي أبا ياسر: فماذا في نفسك منه ؟ [[ يعني شو موقفك الآن ]] ؟؟ قال أبي : عداوته ما حييت . قالت صفية : فأمسك عمي أبا ياسر بيديّ أبي وقال : يا أخي، أطعني في هذه واعصني بما شئت ..

لا تناصب الرجل العداء ما دام نبياً ورسولا فيهلكنا الله !!! فصاح وقال : لا ، لا ، سأعاديه ما حييت .
إذن ، اليهود يعرفون النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر ما يعرفون أبناءهم ولما جاءهم ما عرفوا كفروا به ، ومع ذلك كله ، رغب النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسلامهم ، ولكن لم يؤمن منهم إلا أقل من عدد الأصابع ، وكفروا ولا إكراه في الدين ، ولم يلزمهم ويجبرهم على الإسلام .. ولكن جعل بينه وبينهم معاهدة [[ قوم يجاوروننا في المدينة ، ويدينون بغير ديننا ، إذا يجب أن يكون بيننا وبينهم عهود ومواثيق ]]

فكتب – صلى الله عليه وسلم - معاهدة تجمع الأوس والخزرج المؤمنين جانباً ، و قبائل اليهود الذين يجاورونهم جانبا آخر : وملخص المعاهدة لهم الحق أن يعيشوا في المدينة كأهل المدينة لا قيود عليهم أبداً ،يبيعون ويشترون ، ولهم حرية العبادة ، ولهم حقوق وعليهم واجبات .. حقوقهم أن تعيشوا معنا بأمان ، وواجبكم إذا هاجمنا أن تدافعوا عن المدينة كما ندافع نحن ، وإذا وقعت بينكم وبين أحد منا دماء الحكم فيها لله . . .


ولكن {{ اليهود والعهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً }}، فقد التزم النبي معهم بالعهود بكل ما يرضي الله ، واليهود لم يوفوا له ببند واحد قط ، وهذا طبعهم " الغدر و الخيانة " ونزلت سورة البقرة وأكثر الآيات فيها تخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن خبث يهود ومكرهم . وسيأتي معنا بالتفصيل كيف عفا عن بني قينقاع وكيف أجلى بني النضير، وكيف ختم بالأمر بالقضاء على بني قريظة . . .
[[ ويا ليت أمتنا هالأيام تتّعظ من ماضي يهود مع المسلمين ]]

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم