الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-21, 08:31 AM   #144
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 131 »
السيرة النبوية العطرة (( المنافقون في المدينة المنورة ))
___________
تكلمنا عن موقف اليهود ، من النبي - صلى الله عليه وسلم – و الآن نأخذ نظرة أيضاً عن المنافقين فيها ؛ فقد أصبحت المدينة تحت رعاية النبي - صلى الله عليه وسلم – وفيها المهاجرون و الأنصار من خيرة خلق الله ، تربوا في مدرسة محمد – صلى الله عليه وسلم – أحسن تربية ، حيث كان القرآن يتنزل في الليل والنهار، يبيّن لهم أمور دينهم ،فما أجملها من بيئة ! و ما أروعها من تربية !

ولكن جمال هذه البيئة لم يمنع أن يكون بين صفوف المسلمين منافقون؛ فلم تمنع هذه البيئة الإيمانية {{ عبد الله بن سلول أن يكون رئيسا للمنافقين }} ، فقد كان يصلي في الصف الأول في مسجد الرسول ، فإذا ما انتهى الرسول من خطبته ، وقف ابن سلول قائلا : يا معشر من آمن بالله ورسوله .. اسمعوا ، وأطيعوا ، وانصروا تُرحموا يرحمكم الله [[ أريتم النفاق وأهله ؟

كيف يرفع برقية ولاء وتأييد بين يدي النبي في كل خطبة ؟!ّ وفي نفس الوقت يكيد للنبي والمؤمنين في كل ساعة ]] . وقد نزلت فيه آيات تفضح صفاته وذلك عندما قال عبارة لنصرة رجل من الأنصار في إحدى الغزوات :

( عندما نرجع إلى المدينة سيُخرج الأنصار الأعزاء ، المهاجرين الأذلّاء ) فنزل القرآن يفضحه ، ويذكر كلماته ، كلمة ، كلمة : قال تعالى :

{{ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }} ،

سماه الله منافقا في القرآن الكريم ، ومع هذا ؛ ولأن المنافق لا يستحي ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : {{ إذا لم تستح فاصنع ما شئت }} ، ومع ذلك قام أيضاً ابن سلول في الجمعة التي تلي نزول هذه الآية ليكمل نفاقه ، وقف وقال : يا معشر ... وقبل أن يتم كلامه كان رجل من الأنصار من قومه - أنصاري خزرجي ، ويعتبر ابن سلول سيده وأميره – قام و جذبه من ثوبه ، حتى أنزل ركبتيه إلى الأرض وقال له : اجلس قبحك الله ألا تستحي ؟!!!!!

ماذا تقول بعد أن نزل فيك قرآنا يتلى أترى أحد يثق بك أو يصدقك ؟؟ !! فغضب ابن سلول ، ونفذ صبره لأنّ المنافق لا يصبر ، فالمؤمن هو الصبور، فقام ابن سلول ، وتخطى الصفوف ، وهو يشتم ويلعن وخرج من المسجد والنبي على المنبر!! حتى لقيه رجل من قومه على باب المسجد فقال له : ويحك !! أين تخرج ورسول الله يخطب ؟

قال :قمت أؤيده ، وأشد أزره ، كما أفعل كل جمعة فقام أصحابه يتجاذبونني من ها هنا !! [[ شايفين النفاق ؟! كلمة تقال في مجلس على بعد ١٠ أمتار بتصير قصة ، أليس هذا واقعنا ؟؟ ]]
.فقال له الرجل : ويحك ارجع يستغفر لك رسول الله . قال ابن سلول :

لست بحاجة إلى استغفاره ، وأدار وجهه إلى الجهة الأخرى .فقال له الرجل الأنصاري : إني لأرجو الله أن ينزل في لوية عنقك هذه ، قرآنا يتلى إلى قيام الساعة [[ انظروا إلى صدق الصحابة وقلوبهم كيف كانت معلقة بالله ]] . وما هي إلا أن انتهى النبي - صلى الله عليه وسلم - من صلاة الجمعة ، وإذ بجبريل يهبط عليه بالقرآن :

{{ وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون * سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين }} .

أرأيتم هذا المجتمع الذي إذا تمنى فيه أحد من المسلمين الصادقين على الله أن ينزل آية .. أنزلها الله كما يريد .. أي مجتمع هذا ؟ ولكنه لم ينفع إنسانا فُطر على النفاق ، فلا نعلق فشلنا وبُعدنا عن دين الله على شماعة شيء يقال له {{ المجتمع }} والسيرة للتأسي برسول الله وصحابته الكرام .. هذا هو المجتمع المدني وحال الصحابة ، وهكذا كان المنافقون بينهم .

ننتقل الآن بإذن الله ، إلى باب الغزوات والسرايا لنتعلم الكثير من رجال تهتز الجبال لقوة إيمانهم و شجاعتهم ، وكل الأجزاء القادمة تمهيد لغزوة بدر ؛ أعظم غزوة وقعت في مواجهة الكفر ، و يجب متابعة كل الأجزاء لنفهم أكثر عن هذه الغزوة ، ونأخذ منها الدروس و العبر .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم