01-03-21, 10:35 PM
|
#1 |
|
كلها خدع
كُلُّهَا خَدَع
تِلْكَ الَّتِي أُحَاوِل بِهَا جاهدة أَن أهْدَأ ضَوْضاء قَلْبِي
بَعْد رُؤْيَتِك ، فـ كيف لِي أَنْ أُعَوِّدَ مَنْ آسِرَ عيونك إلَى عَالَمِ الْوَاقِع
أُحَاوِل الْعَوْدَة ، رُبَّمَا بِكِتَاب وُكُوب مِن القَهْوَة
وَلَكِنْ هَذِهِ الْخُدَع الْفَارِغَة لَمْ تَعُدْ تَجِدِي نَفْعًا
أَم أَعَدّ أَسْتَطِيع مغادرتك ، فَأَنْت كـ اللَّيْل
الَّذِي أُحَاوِل أَن اغادره ، أَوْ حَتَّى إِنامَةٌ ليعبر بِسَلَام
لَكِنَّ ذَلِكَ مُسْتَحِيلٌ ، لَا يُمْكِنُ إخْفَاءَ الوَاقِعِ
وَأَنْت وَاقِعِيٌّ ، صَحِيحٌ إِنَّكَ لَسْتَ بعالمي
لَكِن يَكْفِينِي أَنْ تَكُونَ مَنْطِقِيًّا كِفَايَة بِوَاقِع قَلْبِي
اعْتَرَفَ بِأَنَّ جَمِيعَ تِلْكَ الطُّرُقِ الَّتِي قَدْ أَتّبَعَتْهَا يَوْمًا لِإِنْكَار هَذِهِ الْحَقِيقَةُ
كَانَت مُجَرَّد خَدَع واهنة ، أَقْنَع بِهَا نَفْسِي
لِمَا دَائِمًا أَذْكُرُك ؟ !
حَتَّى صَبَغَة نَهَارِي تَكَاد تَضْحَك ساخرة مِنِّي
فـ كَيْف أُحَاوِل الْفِرَارَ مِنْك وَأَنْتَ مَثِيل اللَّيْلِ فِي مَقَامَات قَلْبِي
نَعَم عَزِيزِي فَأَنَا اعشق اللَّيْلِ كَمَا لَا اعشق شَيْئًا
لَم اِلْتَق بِك مُنْذُ زَمَنٍ ، لَكِن توْقِي يلتهمني كـ نَار تلتهم كُلّ شَيء يَقْتَرِب مِنْهَا
وذكرياتك تِلْكَ الَّتِي تُشْعَل حَطَب سهادي ، أَعْجِزُ عَنْ إيقَافِهَا
كُنْت مَاضِي نَعَم ، لَكِنَّنِي عَجَزَتْ عَنْ رَمْيُك كَمَا أَرْمِي كُلِّ شَيْءٍ فَنَى
كُلِّ شَيْءٍ يَذْكُرُنِي بِك ، كَمَا لَوْ أَنَّهُ مُتَّصِلٌ بِك اتِّصَالًا لامنتهي
حَتَّى الْمَطَر أَصْبَحْت أَخْدَع نَفْسِي بكرهه رَغِم إنَّنِي اعشقه
كَيْفَ لَا ؟ ! وَأَنَا أَشْعَر إنِّي مَعَ كُلِّ نَفْسٍ مُثْقَل اِسْتَشْعَر عبيرك السَّاحِر
وعِنْدَمَا تغسلني الْمَاء أَكَاد أَطْلُب مِنْهَا أَنَّ تغسلني مِن حُبُّك
لَكِنِّي افاجئ بصفعة مِنْ زَوَايَا الْإِدْرَاك دَاخِلِيّ
لَأَدْرَك أَنْ لَا غَسُولٌ مِنْك وَلَا فِكَاك
،
حَتَّى إنَّنِي عِنْدَمَا اُنْظُر لِلْقَمَر
أَجِد ذكرياتنا تَتَشَكَّل بِهَيْئَة صَخْر ثَابِتٌ لَا يُمْكِنُ تَغَيُّرِهِ أَوْ تَحْرِيكُهُ أَبَدًا
مَا بَالِي أَشْعَر وَكَان الْقَمَر يَنْظُر لِي مُبْتَسِما بسماح بَالِغ وَقَلِيلٌ مِنْ الْإِشْفَاق أَحْيَانًا ، تَرَانِي قَد جننت مِن حُبُّك أَوْ مِنْ اشتياقي ؟
،
كُلُّهَا عِبَارَةٌ عَنْ كَوْمَة مِن الْخُدَع
فِي كُلِّ إيمَاء لَهَا تُخْبِرُنِي أَنْ لَا مَنْفَذَ مِنْك ، حَتَّى وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْك أَجِد نَفْسِي أَعُود إلَيْك
اتخبط هُنَا وَهُنَاكَ غَيْرَ مُدْرَكَةٍ سِوَى أَنَّ لَا دَوَاءَ مِنْك
فَلاَ شِفَاءَ مِنْ عِشْقًا مُلْتَهِب يَزْدَاد التهابا مَعَ كُلِّ مُحَاوَلَة لِلْفِرَار
لَا تَسْخَر مِن خدعي التَّافِهَة
فـ حُبُّك قَد فَتْك بِقَلْبِي الضَّعِيف
حَتَّى أَصْبَحَ نِصْفَهُ الْآخَرَ ، يَسْتَحِيل الْعَيْش بِدُونِه |
| |