عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-21, 07:45 AM   #387
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (03:23 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



البارِحة قال لي أحدَهم شيئًا جعلَ كاملَ حواسي تتأهّب،
وإحتلّ الشكّ كينونَتي لَما حملتهُ الكلِمات من صِدق مؤذٍ.
كان مِمّن تحمِل كلِماته تأثيرًا بالِغًا عليّ،
للحدّ الذي يستحيلُ تخطّي ذبذبة صوتيّة واحدَة منه حين يكونُ جِواري.
وما قالهُ آلمني إلى حدٍّ ما،
رغم أنه أصابَ في جلّه عن ما يعدّ خاطئًا فيّ.
لكنني كرِهت الإصغاءَ إليه رغم ذلك.
قال لي :
"أن تدفني نفسكِ بالماضي ليس طريقةً لنفي حقيقتك الآن،
وإظهارُ ضعفك لن يجعلك راضيةً عن شفقة الآخرين حولك،
ستبدين كفاشلة أخرى لا تستطيعُ مواجهة مخاوفها سوى بالهروبِ".
لم أِجبه ولم أفنّد ادّعاءه، وحتمًا لم أقف بصفّ نفسي.
كنت أنظُر له بترقّب،
أظنّ أنه سيضحك في أيّة لحظَة ويعتذِر عن مزاحِه،
فلطالَما كان ثقيل الظلّ.
ولا شيء جديد، سوى أنهُ قد تأخّر في الإعتذار هذه المرّة.
"ماذا يحدُث؟".
لكنهُ صرَخ بعدَ هُنيهَة،
وكأنهُ ما عاد يتحدّث مع ذاتِ الشخصِ :
"لمَ تهتمين بشأن أحدهم لهذا الحد، ثم تتجاهلينهُ بطريقة مؤلمة ؟".
عيناهُ حدّجتاني.
مُقلتاه ثريّة السواد،
وتقاسيمُ وجههِ إنمحَى عنهَا كلّ لطفٍ سبق أن رأيتُه واعتدتُ عليه.
السأمُ، ما تبدّل فيه،
حتى في حركَة أصابِعة وأمشاط قدميهِ.
وكأنه يقفُ إزائي، ويبحث عن طريقِ الخروج بإستماتَة.
لم أعلَم أي اجابَة أُهيأها، أيُّ حجّة أطرحُها،
وأيّ دفاع عن نفسي سيجعلهُ يعترِف بحُكمِه الجائر.
كنتُ في غمرَة من الإستسلام،
لذا نكّستُ رأسي وكنست كل رغبةٍ في ايقافِه عن الرحيل.
وراقبتهُ يمضى بعيدًا.