عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-21, 09:49 AM   #42
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة مثواكم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة (:



(( كيف يعنيني شأن الناس إذا لم يصبني ما أصابهم ))
إذا أظهر الإنسان ما عنده من خيرات، ربما أصيب بالحسد، والعين تضع الجمل في القِدْر
وربنا عزَّ وجل قال:
﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾

وقال تعالى :
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ۞ مَلِكِ النَّاسِ ۞ إِلَهِ النَّاسِ ۞ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴾

فإذا أظهر الإنسان ما عنده من نِعَم، وخرج على قومه بزينته، وعرض النعم التي حباه الله بها أمام الناس، وافتخر بها، وتاه على خلق الله بها ..
ربما عاقبه الله عزَّ وجل كما عاقب قارون !
قال تعالى : ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ﴾
ثم قال عزّ وجل: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾

-سمعت قصة من رجل :

قديماً كانت هناك أزمة في بعض الفواكه، فكان البرتقال في الشتاء نادراً وغالياً جداً، أقسم لي هذا الرجل، أنه كان بإمكانه أن يشتري من هذه الفاكهة ما شاء له أن يشتري ..
قال لي: واللهِ يا أستاذ، أردت أن أشارك عامة الناس في سلوكهم بتقنين هذه الفاكهة، فلم أشترِ منها مدة طويلة، وأقنعت أولادي أننا نحن مع الناس
إن أكل الناس نأكل، وإن لم يأكلوا لم نأكل.
-وسمعت قصة أيضاً عكسها :

عن شخص كان في أحد أسواق الخضار، وكان سعر كيلو الكمأة وقتها 600 ليرة، فطلب شراء 10 كيلو منها، ودفع 6 آلاف ليرة
وكان هناك ثمة شخص آخر فقير ينظر إليه، وهو يشتهي 5 ليرات .
قديماً : كان السلف الصالح يضعون الفاكهة والطعام في سلّة، وعليها منديل !
واليوم : توضع في كيس من النايلون الأبيض الشفاف على أعين الناس!
والله هذه مشكلة !!

نصيحة :

يعني إذا كان لك إبن في مدرسة، أو في الروضة، وأنت ميسور الحال، فلا تعطي إبنك طعاماً أو فاكهة غالية جداً، وتقول: أتركه يأكل ويشرب ويشبع في حياتي !!
هذه معصية كبيرة
الأطفال حوله يشتهون، فإن أعطيته هذا الطعام أو هذه الفاكهةَ، والذين حوله محرومون منها، يشتهونها ..
فلا تعط إبنك حين ذهابه إلى المدرسة إلا الطعام والفاكهة التي يستطيع كل الناس شراءها .
والنبي عليه الصلاة والسلام في بعض ما ورد عنه قال :
( وإذا اشتريت فاكهةً فاهدِ له منها -أي لجارك - فإن لم تفعل فأدخلها سراً )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( العين تُدخل الرجل القبر، و تُدخل الجمل القِدْر )
[صحيح الجامع]


فيا أيها الأخوة والأخوات :
الإنسان لا ينبغي له أن يُحبِّب الدنيا للناس، لا يزرع فيهم حبّها، ولا يعرض أمامهم ما عنده من أشياء ثمينة، ومن دخل كبير
لا يحدِّثهم عن رحلاته، وعن مصروفه الكبير في رحلاته !
هذا الكلام ماذا ينفعهم؟
ليس هذا من شأن المؤمن
كن مع الناس .
كان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول :
( كيف يعنيني شأن الناس إذا لم يصبني ما أصابهم )؟
كان يأكل مما يأكلون
ويشرب مما يشربون
ويتحمّل ما يتحمَّلون
ويعاني ما يعانون .

الدكتور محمد راتب النابلسي

تابعونا
لنا لقاء آخر ان شاء الله