عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-21, 07:44 PM   #394
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  05-14-24 (05:56 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



أخبروني أكثر من مرّة أنني ذو ذهن مُعتل،
غير متّزن، مضطرِب، وناقِص إلى حدٍّ ما.
جميعُ ما اختزنتهُ فيه منذ بدايَة نشأتي كان خاطئًا كما قالوا،
وكلّ الأمنياتِ التي دوّنتها فيه والحبّ الذي حملتُه أيضًا..
جميعُه كان في غيرِ محلِّه.
سمعتهم يقولون أن الحبّ ينشأ من القلبِ ورغباتِه،
ثم يظلُّ هناك إلى الأبدِ.
القلبُ هو المكانُ الذي تولَد فيه المشاعِر والعواطِف،
الرحمَة والتمسُّك.
لكنني لطالَما كنتُ آخذًا لكل شيء بمُنطلقٍ العقلِ،
كنتُ أحمِل حبًّا بالتأكيد، وكذلكَ عقلانيّة.
أنجرِف خلفَ رغباتي بوعيٍ عمّا أجرّ نفسي إليه.
كنتُ أحبّ الأشياءَ بكلّي، جوارِحي وقلبي،
وكنتُ أفهمُ الحبّ وأفكّر فيه.
الحبُّ يجلِب السعادة أيضًا.
وعندما ينشغل ذِهنك بإندفاعِ كيمياء أجسادِنا،
يُصبح سعيدًا كما المُتوقّع.
وعندَما تُخبره أن يتوقّف، سيتوقّف ..
لكنّ قلبكَ سيظلّ ينبضُ ويضخّ الدماءَ بدلاً عن العواطف.
لكنك لن تعلَم ماهيّة ما يسكُن دواخلَك،
إن لم تملَك ذهنًا يوجّهك لجميعِ الخيارات المُمكِنة،
وأنت المسؤولُ عن التوقّعات التي تصُبّها فيه، فيدرُسها.
فالحبّ وإن لم يوجَد بذهنِك أولاً،
فلن تعلَم حقيقَة وجودِه في قلبِك.
لذا..
أنا سأسرِد عليكُم كلّ شيء جعلني أصِل لهذهِ الغُرفة الضيّقة،
والتي يفوحُ منها عفنُ السجّاد وبقايا الحديث،
والتي تطِل على طريقٍ ضبابيّ منزوٍ.
أمامِي طيفٌ من الأوراقِ التي قصصتُ فيها آلام ذِهني، وبترتُها.
أكتُب عن كيف دفعَ الحبّ ذِهني، إلى الهاوية.
أريدُ أن أنسى، وذِهني البائس يُعيقني.