الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-21, 08:34 AM   #147
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (04:26 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 134 »
السيرة النبوية العطرة (( سريّة عبد الله بن جحش ؛مقدمة غزوة بدر الكبرى ))
______
كانت سرية {{ عبدالله بن جحش ابن عمة النبي }} - رضي الله عنه – هي مقدمة لغزوة بدر [[ هذه هي قوة و عزّة المسلمين : ضاع حقنا ، وظلمتنا قريش ، نحن نعرف كيف نستعيد حقنا ، لأن قريش أخرجتهم بالقوة ، و ملّة الكفر لا ترجع عن ظلمها إلا بالقوة ]] .
ففي رجب قبل {{ رمضان من السنة الثانية }} ، عقد - صلى الله عليه وسلم - لواء لثمانية رجال من المهاجرين ، كان أميرهم {{ عبدالله بن جحش }} ، ولم يّبيّن لهم - صلى الله عليه وسلم - الجهة ، فقد بدأت طوالع الجد الآن ، فقال لعبدالله بن جحش : امض في هذه السرية وهذا كتابي [[ أمر كاتب أن يكتب له وأغلق الكتاب والصحابة مؤتمنون ]]

وقال له : تسير من المدينة يومين ، لا تفتح الكتاب ، حتى إذا قطعت السير يومين عن المدينة ، افتح الكتاب وانظر أمري فيه . [[ هل رأيتم كيف يعلمهم السر والكتمان في القتال ؟؟ حتى لا تعلم قريش ، فعدد السرية قليل ، وقد شاع نفاق المنافقين وأصبح اليهود يتعاطفون مع قريش ]] . فأخذ - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم السياسة و الحنكة في التعامل مع الأعداء ، وقد قلنا من قبل : السيرة منهاج حياة ، من أراد الفقه و التربية و الاقتصاد و كافة العلوم " فعليه بالسيرة " .

مضى عبدالله بن جحش مع أصحابه ، حتى إذا خرج من المدينة باتجاه مكة ، ومضى يومين فتح كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا مكتوب به :
[[ إذا قرأت كتابي ونظرت ما فيه ، فانزل نخلة ( نخلة على أطراف مكة )

وارقب لي قريشا ، واعلم لي أخبارها ( والسبب أنّ قريشا كانت قد خرجت في تجارة عظيمة ، ما من قرشي رجل أو امرأة يملك درهما وما فوق إلا ساهم في هذه التجارة ) ، ولا ترغم أحدا من أصحابك على ذلك ، وخيّرهم بين المضي معك أو الرجوع إلى المدينة ]] . فلما قرأ عبدالله كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال : سمعاً وطاعة يا رسول الله ، ثم قرأ الكتاب على أصحابه فقالوا جميعهم : نمضي لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ومضوا وكان معهم أربعة جمال ، كل اثنين لهم بعير ، وكان سعد بن أبي وقاص ورجل آخر ، يركبون بعيرا واحد ، وفي ذات ليلة أضاعوا البعير ، فلما ذهبا يبحثان عنه أضاعوا الركب، فضاعت البعير وضلوا طريقهم عن عبدالله بن جحش ومن معه . . .

فمضى عبدالله بن جحش ومن بقي معه {{٦ رجال }} ونزلوا في نخلة ، فكانت قافلة لقريش قادمة من اليمن وطريقها من نخلة ، فجاءت القافلة فيها الخير الكثير ، ورجالها قليل ، وكان أمير هذه التجارة رجل من قريش اسمه {{ عمرو بن الحضرمي }} . فلما وصلت التجارة نظر الصحابة وتحيروا !! قالوا : هذه تجارة لقريش ورسول الله أمرنا أن نرقب ، ولم يأمرنا بقتال ، ماذا نفعل ؟!! هل نهاجمها ونأخذ أموالنا منها ؟ أم نرقب أخبار قريش فقط ؟؟ ثم قالوا :أين نحن من رجب ؟؟؟

[[ فكانت الليلة الأخيرة من رجب ، ورجب من الأشهر الحرام والعرب تخاف القتال في الأشهر الحرم ]] فتساءلوا : هل غداً شعبان أم تتمة رجب ؟ فراقبوا الهلال ، فغم عليهم [[ لأن الطقس كان غائماً وماطراً فكان الموسم شتاء ]] ، فاجتهدوا ، وقالوا إنه آخر رجب ، و لا بأس أن نغزو القافلة

وكان عدد رجال قريش في القافلة {{ ٦ رجال فقط }} ، وعدد الصحابة أيضا {{ ٦ رجال }} ، فاجتهدوا وأغاروا على القافلة ، وأسرع رجل من الصحابة ، وأخذ سهما وزرعه في كبد عمرو الحضرمي فقتله ، وهرب اثنان من رجل قريش وأسروا منهم اثنين ، وأخذوا القافلة بما فيها {{ فكانت أول غنيمة للمسلمين }} من قريش ، واستطلعوا الأخبار ؛ فعرفوا أن هناك قافلة لقريش ستأتي من الشام ، وهي في طريقها لمكة ، قد تصل في رمضان أو نهاية شعبان ، هكذا الناس يتحدثون .

رجع الصحابة الستة إلى المدينة ، و ظنّوا ان سعد بن أبي وقاص وصاحبه ، قد أسرتهما قريش ، وأخبروا النبي- صلى الله عليه وسلم – بما حدث معهم فبيّن لهم أنّ اليوم الذي قاتلوا فيه كان آخر يوم في رجب [[ يعني حصل القتال في يوم رجب من الأشهر الحرم ، وهذا جريمة عند العرب ]] ، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأوقف العير بما فيها ، لا يأخذ منها درهما واحدا ، و احتفظ بالأسيرين .

أرسلت قريش تشيع في العرب : محمد الذي يدعو إلى التوحيد ، ومكارم الأخلاق ينتهك الشهر الحرام ويحاربنا في الشهر الحرام !!! يا لهذه الجريمة وهذا العيب !! [[ أما مش جريمة كم واحد عذبوهم في البيت الحرام والأشهر الحرم وزهقت أرواحهم ، مش جريمة طردوهم من مكة ، مش جريمة منعوهم الصلاة ، أليس هذا واقعنا اليوم مع ملة الكفر ؟؟ ]] .

وثقل على النبي - صلى الله عليه وسلم - كلام قريش ، حتى اليهود أهل الفتن في المدينة قالوا : كيف يقاتل محمد في الشهر الحرام وهو يزعم أنه نبي ؟؟

وأرسلت قريش تطلب فداء الأسيرين ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم : حتى يرجع صاحبينا سعد بن أبي وقاص وصاحبه ، فتبين أن سعد وصاحبه ليسا أسيري


ن ، وأنهما فقط قد ضلّا الطريق ، فرجعا مشيا على الأقدام إلى المدينة .فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم -إلى قريش أننا نقبل فداء الأسيرين ، فما أن تحركوا في فداء الأسيرين ، وإذا بالله - عزوجل - يؤدب أهل الكتاب من اليهود و كفار مكة ، ويشفع للصحابة الذين قتلوا {{ عمرو الحضرمي }} قال تعالى :

{{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }} .

يسألونك ، من الذين يسألون ؟؟
[[ مين غيرهم المغضوب عليهم {{ يهود }} أصحاب الفتنة؟ ما في غير اليهود اللي بستغلوا المواقف قائلين: يا محمد ، دينك يبيح القتال في الأشهر الحرم !!!

أليس دينك دين إبراهيم !! عملوها قصة !! ]]

، لكنّ الله أمر رسوله بالرد عليهم : قل قتال فيه كبير أيها الظالمون ، يا من طردتم المسلمين من مكة ، ولقد غفرالله لمن قتل عمرو الحضرمي ، فهم يرجون رحمة الله ، ( وبعد اليوم ما في شيء اسمه عدم القتال في الأشهر الحرام ، قاتلوهم أينما كانوا ) ، و أعطى النبي لقريش الأسيرين ولم يُرجع لهم تجارتهم ، وقد أعلن أحدهم إسلامه بين يدي النبي – صلى الله عليه و سلم - فرجعت قريش بأسير واحد .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم