عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-21, 04:01 AM   #403
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (07:12 AM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ذكرى دفنتُها منذُ وقتٍ طويل،
بدأت تلوح مرةً أخرى ذات ليلةٍ ضبابية،
تركتُ فيها لقلبي ترجمة كل تلك المشاعر
التي اجتاحتني كلغة أجنبية صعبة،
لكنني فهمتُ شيئًا عميقًا داخلها وكأنّها خرساء،
كأنها بطريقة ما تخبرني بكل شيء.
"كيف لقلبكَ أن يحب قلبًا كقلبي؟."
تذكرتُ تلك الأُمسية بوضوح أكثر،
وقتذاك سمعت كلمات كهذه،
لكنها كانت بمعنى مغايرٍ زاد ألمي أكثر.
حينَ تحب شخصًا وتتعلق به بشدة،
فيدفعك بعيدًا عنه بحجة أنه لا يستحق شخصًا جيدًا مثلك،
هو ألم ستتحمله عاجلاً أم آجلاً.
لكن أن يدفعك بحجة أنه يستحق ما هو أفضل،
هو ألم لن ينتهي ولن يزول..
سيذهب لثوانٍ ربمّا، لكنه سيعود لعمر كامل.
مؤلمة لحد الموت فكرةُ أنك لست جيدًا كفاية لتستحق
ذلك الحب الذي أُهلكت به عقلك تفكيرًا وقلبك شجنًا،
وأضنيت سنينًا من عمرك على ظلهِ المزيّف.
والصور التي حفظتها بخزانتي قرب الحائط
تخبر قصةً مختلفة سعيدة.
فهل يستطيع الحب انهاء حياتك بهذا الشكل،
وهل يسمح قلب فعلاً أن يتألم قلب آخر بسببه بتلك الطريقة؟.
"إنتظري".
هي الكلمة التي كررها عدةً مرات حتى سقت روحي حد الثمالة،
حد أنني لم أستمع لأي كلمة أُخرى بعدها.
وكان استيقاظًا مؤلمًا جدًا،
لما علمت أنني في حلم وفي عالم بعيد لم أرَ فيه الصورة كاملة.
وكان يردّد :
"نحن نبتعد عندما نشعر بالتعلّق، لخوفنا من الوقوع."
وحين أسأله عمّن يتعلّق بمن، وأينَ يكون ذلك!.
كان يُجيب مدّعيًا كشفَ مشاعِره : "أنا، بكِ، في الحبّ."
وحينَ ردّد أن الحبّ لا يتخيّر الأوقاتَ المناسِبة،
وأنه لا يطرُق أبواب وجدانِك لتعلمَ أنه خلفه،
لكن حالما تصبحُ مستعدًّا لكي تخطو
وتخرُج سيستوطِنك حتى الهلاك.
كنتُ أردّد : "حد الهلاك".
وأعلمُ الآن،
أنني كنتُ على صواب.