الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-21, 08:13 AM   #149
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 136 »
السيرة النبوية العطرة (( خروج المسلمين لبدر ))
______
غزوة بدر تسمى {{ بدر الكبرى }} ، وتسمى {{ يوم الفرقان }} كما سماها الله في القرآن الكريم ، وبدر هي التي أحقت الحق وأبطلت الباطل ، وهي يوم نُصرت فيه القلة على الكثرة ، فقلبت موازين الكون ، لأن القاعدة الشعبية تقول {{ الكثرة تغلب الشجاعة }} ، ولكن صدق الإيمان غلب الكثرة ، وجعلت الكفار يولون الأدبار، و{{ بدر }} أعظم درس للمسلمين على مرّ الزمان ، خاصة في ظل الظروف التي يعيشونها الآن .

قرر- صلى الله عليه وسلم - أن يترقب قافلة قريش عند عودتها من الشام الى مكة ، وكل المعلومات تقول إنها قافلة ضخمة، واستيلاء المسلمين عليها تعتبر ضربة اقتصادية قوية جدا لقريش ، كما علم أن الحراسة التي على تلك القافلة ضعيفة لا تتناسب مع ضخامتها ، وأنها لا تزيد على سبعين رجلا ، وأنها {{ بقيادة سيد قريش أبو سفيان }} .

وقف - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه وقال لهم : هذه عير قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها، لعل الله يجعلها غنيمة لكم ، وكلمة العير تعني [[ الإبل التي تحمل التجارة ]] ، وقال : من كان ظهره حاضرا فليركب معنا ،[[ ومعنى الظهر في اللغة يعني الدابة، أي الناقة أو الحصان، فمن كانت ناقته أو حصانه جاهزا فليأت معنا ]] ، فجعل بعض الصحابة ، يسأذنون النبي - صلى الله عليه وسلم - في أن يأتوا بدوابهم من خارج المدينة، فلم يأذن لهم النبي وقال : لا ، إلا من كان ظهره حاضرا ،

[[ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان متعجلا ، ويخشى أن تفوته هذه القافلة عند رجوعها من الشام ، فعرف الناس أن الرسول لا يريد قتالا، لأنها عير لقريش فيها سبعون رجلا يعني مش مستاهلة ]] ، وكان ممن لم يخرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - {{عثمان بن عفان}} ، لأن {{ زوجته السيدة رقية }} بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت مريضة مرضا شديدا، فظل معها عثمان بن عفان حتى يرعاها في مرضها .


خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المدينة يوم السبت {{ ١٢ رمضان }} في السنة الثانية من الهجرة ، فخرج معه من المهاجرين والأنصار {{ ٣١٣ رجلا }} ولم يكن معهم من الخيل إلا اثنان ؛أحدهما للزبير بن العوام ، ابن عمة النبي- صلى الله عليه وسلم - ، والثاني للمقداد بن الأسود ، ولم يكن معهم إلا {{ ٧٠ جملا }} ، فكان كل ثلاثة أو أربعة مشتركين على جمل ، حتى النبي - صلى الله عليه وسلم - كان معه علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة [[ يعني رسول الله ركب ثلث الطريق ومشى ثلثيها فوق رمال الصحراء الملتهبة ]] .

. . كان إذا جاء دوره بالمشي يقول له أصحابه : اركب يا رسول الله ونحن نمشي بدلاً عنك ؛ فيقول - صلى الله عليه وسلم : ما أنتما بأقوى مني على المشي ، وما أنا أغنى منكما عن الأجر ، أركب إذا جاءت نوبتي وأمشي إذا جاءت نوبتي ، فكان - صلى الله عليه وسلم - مثله مثل أصحابه ، وهكذا كان أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف ، يشتركون في بعير واحد ، والمسافة لبدر تقريبا {{ ١٥٠ كم }} .
فلما خرج - صلى الله عليه وسلم - والهدف عنده وعند أصحابه عير قريش ليس إلا ... [[ يعني لم يفكروا بالقتال على الإطلاق ]] ، حتى وصلوا الى مكان على طرف المدينة اسمه {{ بيوت السقيا : وهي آبار عذبة على بعد حوالي كيلو ونصف من المدينة }}،فوقف هناك - صلى الله عليه وسلم - يستعرض أصحابه [[ يعني يشوف من هم الصحابة الذين خرجوا معه ، كم عددهم ، ينظمهم ]] فوجد فيهم غلمانا [[ شباب صغار بالعمر يعني ١٤ _ ١٥ سنة ]] كعبدالله بن عمر، وزيد بن ثابت و{{ عمير بن أبي وقاص عمره ١٦ سنة أخو سعد بن أبي وقاص ، الذي كان يتوارى حتى لا يراه رسول الله و يستصغره و يرده عن الخروج }} ،

يقول سعد : فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : ارجع يا عمير ،فأخذ يبكي بكاء شديدا ، وارتفع صوته بالبكاء، فلما رأه النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الوضع سمح له بالخروج ،لأنه وجد فيه جدية ورجولة مبكرة

( وهذا درس في قوة الإيمان و الشجاعة يجب أن يتعلمه أبناؤنا و شبابنا الصغار ) ، و كان قد استخلف على المدينة في الصلاة على الناس{{ عبدالله بن أم مكتوم : أتذكرون هذا الاسم ؟ عبس وتولى أن جاءه الأعمى }} ، [[ بصراحة بستغرب من البعض الذين يقولون : لا تجوز إمامة الأعمى !! أهم أدرى أم النبي الذي استخلف أعمى للإمامة بالناس ؟؟ ]].

وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعرض أصحابه ، ثم قسمهم فرقتين
ميمنة وعلى رأسها {{الزبير بن العوام }} ، وميسرة وجعل على رأسها {{المقداد بن عمرو }} وهما فقط يمتلكان الخيل ، ثم جعل لهم لواءين ؛ واحدا للمهاجرين حمله {{ علي بن أبي طالب }} ، والآخر للأنصار حمله {{ سعد بن معاذ }} ، وكان لونهما أسود .

ثم قال - صلى الله عليه وسلم - لرجل من أصحابه : قف واحذر أصحابنا [[ يعني شوف عددهم ]] ، فقال: يا رسول الله عددهم ، ثلاثة عشر وثلاثمئة رجل ، فسُرَ بهذا العدد صلى الله عليه وسلم .

ثم مضى الركب على بركة الله ، ونظر الرسول إلى المدينة وبسط كفيه ودعا لها وفي ذلك الموقف جعلها {{ حرما }} ، فقال : {{ اللهم إن نبيك إبراهيم قد دعا لمكة وحرم مكة ، وإني محرم المدينة ، اللهم كما باركت لأهل مكة فبارك لأهل المدينة ضعفي ما باركت لأهل مكة }} ،
ثم دعا لأصحابه و مضى على بركة الله .

ومازال يمشي ويترقب الأخبار حتى وصل إلى ( الروحاء ) ؛ وهو موقع لبئر ماء يبعد عن المدينة المنورة قرابة 60 كيلو مترا ، فلما وصل الروحاء وهو يترقب الأخبار ، علم أن أبا سفيان قد علم بخروجه وأخذ يستنفر قريش لنجدته ،{{ وما في غير المغضوب عليهم ، يهود ومنافقو المدينة من أخبر أبا سفيان بخروج المسلمين ، فهم أصحاب مكر و فتنة }} ،
فقد أرسل أبو سفيان رجلا على الفور يستنجد بقريش واسمه {{ضمضم بن عمرو الغفاري }} ليستنفر قريشا للدفاع عن أموالهم .


يتبع . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم