الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-21, 08:15 AM   #150
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 137 »
السيرة النبوية العطرة (( خروج قريش لبدر ))
______
عندما وصل خبر خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي سفيان أرسل رجلاً يستغيث بقريش ، ويستنفرهم لحماية القافلة ، وكان اسم هذا الرجل {{ ضمضم بن عمرو }} وهذا الرجل [[ مثل ما بنحكي شغل دعايات ، كيف لما واحد يدخل انتخابات بيعمل واحد للدعاية الانتخابية ، ضمضم نفس الشي أرسله أبو سفيان لهذه المهمة ]] فماذا فعل هذا الداهية ؟

ما إن وصل إلى مكة حتى شق قميصه ، وجدع أنف بعيره، و وقف تحت رأس البعير ، حتى سالت الدماء على رأسه وملابسه ، ودخل مكة على هذه الهيئة ، ثم أخذ يصرخ :

يااااا معشر قريش ! اللطيمة ، اللطيمةَ [[ اللطيمة يعني القافلة ، ولم يكن أحد في قريش الا وهو مشارك بماله في هذه القافلة ]]، إنّ أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه ، لا أرى أن تدركوها !! الغوث الغوث ؛ فلما رأت قريش ذلك ، اشتعلت وهاجت وماجت وثارت وقالوا : أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي؟؟ كلا، والله ليعلمن غير ذلك .

وبدأ الناس يتجهزون للخروج سريعا ، فتجمع لقريش {{ ١٣٠٠ مقاتل }} فيها {{ ٢٠٠ }} فارس ، ومعهم عدد كبير من الجمال، وخرجوا سريعا ، والمغنيات يضربن الدفوف لتحميس الرجال ، ويغنين بهجاء المسلمين ، وأخرج أبو جهل - قاتله الله - بعيرا خاصا {{ يحمل إناء الخمر }} يسقي الرجال، ويشجعهم على القتال .

وبالرغم من أن قريشا كانت تعلم بقلة عدد المسلمين ، إلا أن كثيرا من شرفاء قريش ترددوا في الخروج ، ومن هؤلاء {{ أبو لهب زوج حمالة الحطب عم النبي - صلى الله عليه وسلم – فقد خاف من المواجهة، وخاف من الموت لأنه كان متأكداً من صدق ابن أخيه ، فلم يخرج ؛ لكنه استأجر رجلا بـ ٤ آلاف درهم على أن يكون مكانه ، محتجا بأن صحته لا تعينه على الخروج }} .

ومن الذين ترددوا في الخروج أيضا {{ أمية بن خلف }} " لكنه خرج أخيرا " اسمعوا قصته :

عندما انطلق {{سعد بن معاذ }} سيد الأوس بعد الهجرة إلى مكة معتمرا نزل على {{ أمية بن خلف }} وكان صديقا له ، حيث كان أمية إذا ذهب إلى الشام ومر بالمدينة ينزل على سعد والعكس ، فقال له أمية : ننتظر حتى إذا انتصف النهار ، وغفل الناس ؛ طفت بالبيت ، فلما جاء منتصف النهار وبينما سعد بن معاذ يطوف رآه أبا جهل فعرفه ، فقال أبو جهل:

تطوف بالكعبة آمناً ، وقد آويتم محمدا وأصحابه ؟ فصرخ في وجهه سعد وقال : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت ، لأقطعن متجرك بالشام ،وكان أمية واقفاً معهما،فقال أمية لسعد : يا سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم ، فإنه سيد هذا الوادي ، فأمسك أبو جهل بسعد ، وأمسك سعد بأبي جهل ، فأخذ أمية يبعدهما عن بعضهما ، ويصرخ في وجه سعد : لا ترفع صوتك على أبي الحكم ، و كأنه يدافع عن أبي جهل .

فغضب سعد لأن أمية لم يقف معه ، وكان يجب أن ينصره وهو ضيف عنده وقال لأمية : دعنا عنك [[ يعني أنت ما في منك فائدة ، فوالله لقد سمعت رسول الله أنه قاتلك !!! ]] فخاف أمية واصفر وجهه من الخوف ، وقال :

والله إن محمدا لا يكذب إذا حدّث ، ورجع أمية إلى زوجته مذعورا . فلما جاء النفير إلى بدر، تذكر أمية هذا الموقف ، فأراد أن يتخلف أمية بن خلف ، لأنه يعلم صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأراد أن يرسل مكانه رجلا مثلما فعل أبو لهب ، فسمع أبو جهل بذلك ؛ فجاءه وهو جالس في نادي قومه ومعه عقبة بن أبي معيط ، فكان واحد منهم يحمل مجمرة ، والآخر يحمل مكحلة ، فوضعاها بين يدي أمية بن خلف ، وقال له أبو جهل ساخرا : اكتحل يا سيد قومه واستجمر

[[ اي تطيب بالبخور كالنساء ]] ، فغضب أمية وقال : قبحكم الله وقبح ما جئتم به ، لتعلمان أني أول من يقاتل ، واضطر للخروج معهم لبدر ، وقد قًتل في بدر كما أخبر نبينا وحبيب قلوبنا - صلى الله عليه وسلم - .

وكان ممن خرج مكرها {{ العباس }} عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصديق طفولته ، وقد كان في مكة ، ويكتم إسلامه ، خرج و وقع في الأسر ، وسيأتي ذكره بالتفصيل ، وكان ممن خرج مكرها أيضا {{ أبو العاص بن ربيع }}

زوج السيدة زينب بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد كانت - رضي الله عنها - لا تزال في مكة مع زوجها ، قبل أن يفرق الإسلام بين الزوجين المؤمن والكافر ، فكان أبو العاص بن ربيع يكره محاربة حماه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكنه خرج مكرها حتى لا يُتهم بالجبن ، أوأن يُتهم من قريش بأنه يخاف من زوجته ، خرج و وقع بالأسر أيضاً ، وسيأتي ذكره بالتفصيل .

وكان ممن خرج كذلك مكرها بعض المسلمين في مكة الذين لم يستجيبوا لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بترك مكة والهجرة إلى المدينة ، لأنهم خافوا على أموالهم وديارهم ، واختاروا الدنيا على الآخرة، وهؤلاء حكم الله تعالى على من قًتل منهم في المعركة بأنه مات على الكفر ،

قال الله تعالى عنهم :
{{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ


قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}} .

و من المواقف التي وقعت في هذه الفترة ، أن {{عاتكة بنت عبد المطلب }}عمة النبي - صلى الله عليه وسلم - رأت قبل قدوم ضمضم إلى مكة بثلاثة أيام رؤيا عجيبة !!!

رأت راكبا أقبل على بعير حتى وصل مكة ، وهو ينادي بأعلى صوته: ألا تنفروا لمصارعكم يا آل غدر، ثم أخذ صخرة كبيرة فقذف بها ، فأقبلت تهوي ، حتى إذا كانت بأسفل الجبل تفتت فما بقي بيت من بيوت مكة إلا دخلت منه فلقة، إلا بيوت {{ بني زهرة }} ، فزعت عاتكة من هذه الرؤيا فأرسلت الى أخيها العباس وقصت عليه الرؤيا ، فقال لها : والله إن هذه لرؤيا فاكتميها، ولا تذكريها لأحد.

[[ يعني رؤيا عاتكة ، تخبر أن بيوت مكة كلها سيكون منها قتيل ، إلا بني زهرة أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعلا بني زهرة لم يشتركوا مع قريش في بدر، وتحققت الرؤية و انهزمت قريش شرّ هزيمة ]] .
خرجت قريش بكبريائها وعدائها لله ورسوله ، وخرج - صلى الله عليه وسلم -بإيمانه وبخشوعه مع أصحابه يريدون أن ينتصروا لدين الله ،

يتبع . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم