عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-21, 09:00 AM   #45
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:43 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة مثواكم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة (:



هل تحتاج إلى حجر !!؟
بينما كان الرجل الثري ينطلق مسرعا بسيارته الفارهة والجديدة ، في احد الشوارع، سمع صوت شيئ يرتطم بسيارته بقوة.
أوقف الرجل سيارته ، ونزل منها بسرعة ، ودار حول سيارته ليري ما هذا الذي ضرب سيارته.

تبين له أن حجرا كبيرا أصاب سيارته في الباب الخلفي واحدث به تلفا كبيرا.
تلفت الرجل حوله فراي ولدا صغيرا يقف بجانب الطريق ، وتبدو عليه علامات الخوف والقلق.
إتجه الرجل نحوه وهو يشتعل غضبا ، ومسكه من كتفيه وهزه بعنف وهو يصيح مخاطبا الولد :

( أيها المجنون ، لماذا ضربت سيارتي بحجر ؟ إنظر إلى حجم الضرر الذي أحدثته بسيارتي !
ألا ترى إنها سيارة حديثة وقيمة ، هل تعلم كم سيكلفك أنت وابوك ثمن إصلاح السيارة ؟ )
شعر الولد بالخوف وقال للرجل :

( انا آسف جدا يا سيدي .

لقد مضى علي هنا وقت طويل وأنا اقف عند حافة الطريق
، وألوح بيدي وأحاول لفت إنتباه أي أحد كان .لكن لم يقف احد لمساعدتي !
إنظر هناك ، إن الولد الذي تراه في تلك الحفرة هو أخي الأكبر المشلول ، لقد كنت أدفعه علي كرسي متحرك في إتجاه قريتنا ،

ولكن تدحرج الكرسي وهوى في تلك الحفرة ، وأنا كما ترى صغير ولا يمكنني حمله وإخراجه من الحفرة ، فهل لك أن تساعدني وتخرجه من الحفرة وتجلسه علي الكرسي ، وبعد ذلك يمكنك ان تأتي لأبي وتأخذ منه ثمن إصلاح باب سيارتك )

سكن غضب الرجل وإندفع نحو الحفرة وأخرج منها الولد المشلول واجلسه على مقعد السيارة الخلفي ، ورفع الكرسي في صندوق السيارة ، وطلب من الولد الصغير ان يركب بجانبه ويدله علي مكان بيتهم.

عندما وصلوا للبيت أنزل الرجل الولد المشلول واجلسه على الكرسي ، ودفعه حتي باب منزلهم ، ثم إتجه نحو سيارته ، لكن الولد الصغير أوقفه وطلب منه الدخول ليقابل أباه وياخذ قيمة إصلاح السيارة.
شكره الرجل ، وقال له بلطف :

( لن آخذ منكم قيمة الإصلاح ، بل ولن أصلح سيارتي ، مع إني أستطيع ان أفعل ذلك ، لكن سأبقي علي هذه الضربة في جانب سيارتي لتكون تذكارا لي حتى لا يضطر إنسان آخر أن ينبهني بحجر .

المغزى :
نعيش في عالم كثرت فيه المشاغل ..
عالم يتجه نحو الفردية والإنعزال والاكتفاء على حاجاتنا ومتطلباتنا فقط ..
ننسي في زحمة الاحداث واجباتنا :

أحيانا تجاه الله واوامره ونواهيه وأن نشكره علي نعمه.
أحيانا تجاه الوالدين وبرهما ..
او تجاه اهلنا والأقربين ..
او تجاه جيراننا ومجتمعنا ..
ومن يحتاجون لمساعدتنا ..
حينئذ يأتينا التنبيه ..
قد يكون تنبيها قاسيا وعنيفا ..

ممكن ان يكون التنبيه في شكل بلاء ، او مرض ، او نقص في أي وجه من الوجوه.
قد يؤلمنا هذا التنبيه ، لكنه تنبيه لابد منه لنعود إلى الطريق السليم.
والآن ..
هل أنت منتبه !؟

أم تحتاج إلي حجر لتنبيهك !!؟


تابعونا
لنا لقاء آخر ان شاء الله