الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-21, 08:45 AM   #151
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:05 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 138 »
السيرة النبوية العطرة (( أبو سفيان يهرب بالقافلة عن طريق الساحل ))
______

لماذا اختار النبي - صلى الله عليه وسلم – بدرا ؟؟ لأن أبا سفيان وقافلة قريش الآتية من بلاد الشام لا بد لها أن تمر إلى بدر، لأن بدرا فيها الماء وهي طريق الشراب للعير ، فكانت خطة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي أن يعترض العير عند بدر ، وبدر هو واد يبعد عن المدينة {{ ١٥٠ كم }} ، فيه مجموعة من الآبار ، كانت القوافل التجارية التي تمر بهذا الطريق تتوقف عند بدر، فتشرب الإبل ، ويملؤون أسقيتهم ، ويرتاحون ، وترتاح الإبل ، [[ يعني مثل ما نسميها الآن على طريق السفر استراحة ]]

واسمها بدر؛ لأن في البداية كانت البئر{{ لرجل اسمه بدر }} لذلك سميت آبار بدر . وقبل أن يصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر أرسل اثنين من الصحابة إليها ليستطلعا الأمر، [[ يكتشفان الطريق ، ويعرفان أخبار القافلة متى تصل ]] ،

فلما وصلا إلى ماء بدر، سمعا جاريتين إحداهما تطالب الأخرى بدرهم لها عندها ، وترد عليها الأخرى : بأنها سترد لها الدرهم عند وصول قافلة قريش غدا أو بعد غد ، [[ يعني بس توصل قافلة قريش ونسترزق منهم ، بردلك الدرهم ، فموعد وصولهم اقترب غدا أو بالكثير بعد غد ]] فعرف الصحابيّان أن قافلة قريش تبعد عن بدر مسيرة يوم أو يومين ، فرجعا و أخبرا النبي - صلى الله عليه وسلم - .

الآن ننتقل مباشرة إلى أبي سفيان وقافلة قريش ، أبو سفيان عنده خبر بخروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبدر ، وقد أرسل {{ ضمضم }} ليستنجد بقريش ، وفي نفس الوقت كان أبو سفيان يتقدم بقافلته تجاه بدر بحذر شديد، وقد شك أن يتربص به المسلمون عند بدر، ولذلك عندما اقترب من بدر أوقف القافلة بعيدا عن بدر، وتقدم إلى بدر بنفسه ، فلما جاء أبو سفيان إلى بدرسأل القبائل التي تقيم عند بدر : هل رأيتم جيشاً ؟؟

هل رأيتم محمدا ؟؟ قالوا له : ما رأينا شيئا ، إلا إننا قد رأينا راكبين أتيا إلى هذا المكان

[[ وأشاروا إلى المكان الذي كان به الصحابيان فأناخا به ، ثم استقيا وانصرفا ]] ، فجاء أبو سفيان إلى مكان وقوف خيل الفارسين ، فأخذ من روثها [[ أي براز الخيل ]] ، وفركه في يده ، وفتته فوجد فيه نوى التمر ، فقال : هذه علف يثرب

[[ أرايتم ذكاء العرب ؟؟ ]]، هذه والله عيون محمد وأصحابه، ما أرى القوم إلا قريبا منا .
فرجع أبو سفيان إلى القافلة مسرعا ، وأوقف بالطبع التقدم ناحية بدر ، ثم اتجه بالقافلة على ساحل البحر الأحمر ، وسار بمحاذاة الساحل ، وهو طريق لا تسلكه القوافل لأن فيه صعوبة في السير، وبذلك استطاع أن ينجو بالقافلة و أرسل إلى جيش مكة أنه قد نجا بالقافلة ، وطلب منهم الرجوع إلى مكة ، ولا حاجة لنا بالقتال بصفته {{ زعيم قريش }} في ذلك الوقت .

وصلت رسالة أبي سفيان ونجاة القافلة لجيش قريش وهو بالجحفة ، التي تبعد عن مكة حوالي {{ ١٨٠ كم }} ،

واستعد الناس للرجوع وأعجبهم الرأي، [[ لأنهم خرجوا يحمون تجارتهم ]] ، فقام (( أبو جهل )) وأصر على استكمال السير وقال في كبريائه وغطرسته : والله لا نرجع حتى نرد بدرا ، فنقيم عليها ثلاثا ؛ ننحر الجزور، ونطعم الطعام ، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدا .

وصارت مناقشات بين سادة قريش ، فقام حكيم بن حزام

[[ تذكرون هذا الاسم ؟ تكون خديجة رضي الله عنها عمته ، لما أهداها زيد بن حارثة ]]، حكيم كان من عقلاء قريش ، لم يعجبه كلام أبي جهل ، فذهب إلى عتبة وطلب منه الحديث ، [[ وكان عتبة أكبر رجل في قريش بالعمر وكان سيدا في قومه ]] فخاطب عتبة قريشا قائلا :

أيها الناس قد سمعتم أن تجارتكم في أمان ، وإن الذي أرسل يستنصركم ، أي أبو سفيان هو الذي أرسل إليكم عدم الخروج للحرب ، فإني أرى أن نرجع ولا نرد ماء بدر، فإنها حرب لا أراها إلا قرون ، ينظر الرجل في وجه الرجل يكرهه ، يقول هذا قتل أخي ، وهذا قتل أبي ، وهذا قتل عمي ؛ فإنما هم أهلكم ، واتركوا محمدا ومن معه للعرب ، فإن أصابوه فقد كفيتم منه ، وإن ظهر محمد فعزه عزكم .

فقام أبو جهل وقال كلمات استفز فيها عتبة بن أبي ربيعة ، وأبطل حكمته ، فغضب عتبة ونفخ الشيطان في أنفه ، فأقسم عتبة أنه أول من يخوض الحرب ، فحمي وطيس الحرب ، ووافق أبو جهل غالبية أهل مكة، بينما لم يوافقه {{ بنو زهرة }} و انسحبوا عائدين الى مكة ، فقل عدد جيش قريش ، و أصبحوا قرابة الألف .
يتبع إن شاء الله . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم