عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-21, 08:58 AM   #364
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (04:40 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى :
{وَعِبَادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}
[سورة الفرقان :63]
العبودية لله نوعان:
عبودية لربوبيته فهذه يشترك فيها
سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برهم وفاجرهم
فكلهم عبيد لله مربوبون مدبرون
{ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا }
وعبودية لألوهيته وعبادته ورحمته
وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي المراد هنا
ولهذا أضافها إلى اسمه " الرحمن "
إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته
فذكر أن صفاتهم أكمل الصفات ونعوتهم أفضل النعوت
فوصفهم بأنهم
{ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا }
أي: ساكنين متواضعين لله والخلق
فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة والتواضع لله ولعباده.
{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ }
أي: خطاب جهل بدليل إضافة الفعل وإسناده لهذا الوصف
{ قَالُوا سَلَامًا }
أي: خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم
ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله.
وهذا مدح لهم، بالحلم الكثير
ومقابلة المسيء بالإحسان
والعفو عن الجاهل ورزانة العقل
الذي أوصلهم إلى هذه الحال
[تفسير السعدي رحمه الله]