عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-21, 09:08 AM   #616
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:12 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قال الإمام ابن القيم
- رحمه الله تعالى - :

تأمل الحكمة في خلق النار على ما هي عليه من الكمون والظهور، فانها لو كانت ظاهرة ابداً كالماء والهواء، كانت تحرق العالم وتنتشر ويعظم الضرر بها والمفسدة ،

ولو كانت كامنة لا تظهر ابداً لفاتت المصالح المترتبة على وجودها ، فاقتضت حكمة العزيز العليم ان جعلها مخزونة في الأجسام ،

يخرجها ويبقيها الإنسان عند حاجته اليها ، فيمسكها ويحبسها بمادة يجعلها فيها من الحطب ونحوه، فلا يزال حابسها ما احتاج الى بقائها .

فإذا استغنى عنها وترك حبسها بالمادة خبت بإذن ربها وفاطرها، فسقطت المؤنة والمضرة ببقائها، فسبحان من سخرها وانشأها على تقدير محكم عجيب ،

اجتمع فيه الإستمتاع والإنتفاع والسلامة من الضرر ، وسبحان ربنا العظيم لقد تعرف الينا بآياته، وشفانا ببيناته، وأغنانا بها عن دلالات العالمين .

|[ مفتاح دار السعادة - ابن القيم ]|

=======

قال ابن قدامة المقدسي
- رحمه الله تعالى- :

من صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد، ولا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، ولا يتجاوز ما خُط في اللوح المسطور، أراد ما العالم فاعلوه، ولو عصمهم لما خالفوه،

ولو شاء أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه، خلق الخلق وأفعالهم، وقدر أرزاقهم وآجالهم، يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته؛ قال الله تعالى : ﴿ لا يُسأَلُ عَمّا يَفعَلُ وَهُم يُسأَلونَ ﴾ .


فلا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك أوامره، واجتناب نواهيه، بل يجب أن نؤمن بأن الله أقام علينا الحجة بإنزال الكتب، وبعثه الرسل؛ قال الله تعالى : ﴿ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ ﴾ .

ولنعلم أن الله سبحانه ما أمر ونهى إلا المستطيع للفعل والترك، وأنه لم يجبر أحداً على معصية، ولا اضطره إلى ترك طاعة؛ قال الله تعالى : ﴿ لا تُكَلَّفُ نَفسٌ إِلّا وُسعَها ﴾.

وقال تعالى : ﴿ اليَومَ تُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت لا ظُلمَ اليَومَ ﴾، فدل على أن للعبد فعلا وكسبا يُجزى على حسنه بالثواب، وعلى سيئه بالعقاب، وهو واقع بقضاء الله وقدره.

|[ لمعة الاعتقاد - ابن قدامة ]|

مجالس الصالحين📚


 

رد مع اقتباس