الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-21, 07:47 AM   #152
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:39 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 139 »
السيرة النبوية العطرة (( النبي - صلى الله عليه وسلم - يستطلع خبر قريش ))
______
تقدم جيش قريش إلى بدر لمواجهة المسلمين ، رغم أن قافلة أبي سفيان قد نجت ؛ فوصلت أخبار للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأن أبا سفيان قد هرب بالقافلة من جهة الساحل ، وأنه استنجد بقريش ، وأن قريشا في طريقها إلى بدر . قال تعالى :

{{ إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ }} ، [[ العدوة يعني حافة الوادي ؛ بدر منطقة وادي لها حافتان : العدوة القصوى يعني حافتها القصوى أي البعيدة جهة مكة ، والعدوة الدنيا أي حافتها القريبة جهة المدينة المنورة التي وصل إليها النبي - صلى الله عليه وسلم – الآن ]] .


وصل - صلى الله عليه وسلم - إلى العدوة الدنيا ، وأيضا وصلت قريش للعدوة القصوى وأناخوا بها واستراحوا ، وكان بينهما تلال لا يرى من خلالها أي فريق الآخر . فلما وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - هناك خرج بنفسه ، واصطحب أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - ليستطلع الأخبار بنفسه ، فجاءا على شيخ من شيوخ العرب كبير يقال له {{ الضمري }} ،

وسأله النبي : ماذا عندك من خبر قريش وعيرها ؟ ومحمد وصحبه ؟؟ فقال الشيخ : ممن أنتما ؟ {{ يعني إنتوا من أي فريق مشان يعرف كيف يحكي معهم }} ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أخبرتنا أخبرناك

[[ أول شيء أخبرنا وسوف نخبرك ]] فقال الشيخ : فإني سمعت أن محمدا وأصحابه [[ وهو لا يعرف النبي ]] خرجوا بغية عير قريش ، في يوم كذا وكذا ، فإن كان قد صدق من أخبرني فإن محمدا وأصحابه اليوم في مكان كذا وكذا [[ بالمكان اللي معسكر فيه النبي بالضبط ]]

وسمعت أيضا أن أبا سفيان أرسل يستنصر قريشا ، وخرجت كلها لتحمي عيرها في يوم كذا وكذا ، فإن كان الذي حدثني صدقني ، فإن قريشا اليوم ستكون في مكان كذا وكذا [[ أخبره بالمكان اللي فيه قريش بالتمام وهو العدوة القصوى ]] .
وأما أبو سفيان ، فقد علم الخبر وسلك طريق ساحل البحر ، فلا أعرف أين اليوم كان [[ يعني ما بعرف مكان هروبه ]] ،

قال : ها أنا قد أخبرتكم . فأخبراني ممن أنتما ؟؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم : نحن من ماء .. ومضى . . . يقول أبو بكر : فنظرت إلى الرجل يقلب كفيه !! وضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا أبا بكر، قد أجبناه وصدقناه :

{{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ }} .هذه حكمة نبينا - صلى الله عليه وسلم - .
هكذا علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قريشا تقترب من ماء بدر، فلما كان المساء أرسل الى بدر {{ كتيبة استطلاعية }} ،

فوجدت عند ماء بدر غلامين لقريش يملآن أسقية ، فقامت الكتيبة بأسرهما ،وذهبت بهما إلى معسكر المسلمين ، واعترف الغلامان أنهما يملآن أسقية لقريش التي هي وراء هذا الكثيب [[ أي عند العدوة القصوى ]]، ثم سألهما النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عدد القوم فقالوا : لا نعلم ؛ ولكنهم ينحرون يوما تسعا ويوما عشرا

[[ اي جمال ]] ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: القوم فيما بين التسعمائة إلى الألف . ثم قال لهما: فمن فيهم من أشراف قريش؟ قالا: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وزمعة بن الأسود ، وغيرهم من سادة قريش ،

فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم -على الناس وقال: هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها ، هنا تأكد للرسول - صلى الله عليه وسلم - أن العير قد فلتت ، وأن جيش مكة قد خرج للقتال، وأن جيش مكة جيش كبير مدجج بالسلاح ، وأن قوامه تقريبا {{ ثلاثة أضعاف }} جيش المسلمين !!.

إنّ الرسول - صلى الله عليه وسلم – يعلم تماما أنّ الصحابة لم يخرجوا لقتال ، وإنما خرجوا لمهاجمة قافلة تجارية حراستها أربعون رجلا ، [[ تخيلوا مش مجهزين نفسهم لاي معركة ولا قتال وعدد قريش كبير ]]

وهذا درس لتتعلم الأمة جميعها أن نصر الله لا يأتي بالعدة والعتاد ، صحيح هي أسباب يجب الأخذ بها ، ولكن الحقيقة المطلقة أن النصر من {{ الله }} ، فلا يرعبنا العدو بطائراته و صواريخه ومفاعلاته النووية ، فكلها تسقط أمام عظمة الله وقدرته ، هذه هي قوة الإيمان المطلوبة في مواجهة العدو بعد أن نأخذ بالأسباب . [[ إنه الله ، الله ، الله يا أمة محمد ]] ، ثمّ جمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصحابة ليستشيرهم ، ويعرف مدى استعدادهم لهذه المواجهة .

يتبع إن شاء الله

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم