الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-21, 07:48 AM   #153
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 140 »
السيرة النبوية العطرة (( النبي - صلى الله عليه وسلم – يستشير أصحابه ))
___________

عندما أيقن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعداد قريش للقتال ،جمع أصحابه ليستشيرهم في الأمر، جمعهم وصارحهم بالخبر وقال : أشيروا علي أيها الناس! [[ لماذا ؟ لأنهم خرجوا للقافلة وليس للقتال الذي لم يكن بالحسبان على الإطلاق ]] .قال : أيها الناس ، ما ترون في قتال القوم ؟؟

فقال بعض الصحابة : لا والله مالنا طاقة بقتال العدو ، ولكن أردنا العير . وقال البعض : لم تعلمنا أنا نلقى العدو فنستعد لقتالهم . فظهرت الكراهة في وجه النبي- صلى الله عليه وسلم - وقال : ما ترون في قتال القوم ؟

أشيروا علي أيها الناس . فقام أبو بكر فقال خيراً، فأثنى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم – بخير . ثم قام عمر فقال خيراً ، فأثنى عليه النبي بخير. ثم قال : أشيروا علي أيها الناس . ثم قام المقداد بن الأسود وهو أيضا من المهاجرين ، وقال :


يا رسول الله امضِ لما أُمرتَ به فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : {{ قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }} ولكن نقول : اذهب أَنت وربك فقاتلا إِنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق نبيا ، لنقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك ومن خلفك حتى لو وصلت بنا إلى برك الغماد ،

[[ برك الغماد موقع يقال في أقصى اليمن وقيل إنه عند البحرين تضرب العرب في مكة المثل به في البعد]] ، يعني نقاتل ونقطع المسافات الطويلة ونحن بين يديك ، فأثنى عليه النبي ودعا له بخير . ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: أشيروا علي أيها الناس .

( يكررها - صلى الله عليه وسلم - لأنه يريد أن يعرف رأي الأنصار ، والذين تكلموا الآن كلهم من المهاجرين ) . تذكرون في بيعة العقبة الثانية ، عندما بايع الأنصار النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحموه إذا دخل ديارهم وليس فيها أن يُقاتلوا معه خارج المدينة ، فأراد - صلى الله عليه وسلم - أن يعرف رأيهم ، كذلك الأنصار أكثر عددا فهم فوق ال ٢٠٠ رجل والمهاجرون بضع وسبعون !!


ففطن لذلك {{ الصحابي الجليل سيد الأنصار سعد بن معاذ }} ، ذلك البطل الذي اهتز له عرش الرحمن ، سعد بن معاذ كما قلنا أسلم وعمره ٣٠سنة ، ومات وعمره ٣٦ سنة ! فماذا فعلت يا ابن معاذ في {{ ٦ سنوات }}

كي يهتز عرش الرحمن لموتك ؟؟! لنتأمّل له هذا الموقف :
وثب قائماً وقال سعد : والله لكأنّك تريدنا يا رسول الله! قال له :

أجل . فقال سعد بعد أن حمد الله : يا رسول الله لقد آمنا بك ، وصدقناك ، وشهدنا أنما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، وإنك خرجت تريد أمراً ، ولعل الله أراد غيره أمض يا رسول الله لما أراك الله ، فوالله ما نكره بأن تلاقي بنا عدونا غداً ، ولو استعرضت بنا هذا البحر وخضته لخضناه معك ، وما تخلف منا رجل واحد . يقول الصحابة : فتهلل وجهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : أبشروا وسددوا وقاربوا ، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم .


هل لاحظتم معي كيف ظهر معدن العرب الأصيل ووفائهم بالعهود ، و حبّهم لله و لرسوله ، وشجاعتهم ؟؟ هل رأيتم موقف المقداد و موقف سعد وموقف باقي الصحابة ؟؟ أين هذا من موقف اليهود الذين قالوا لنبيهم موسى :


{{ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }} ، لذلك سنرى لاحقا كيف تآمروا مع المنافقين على المسلمين ، وكيف نقضوا عهودهم مع النبي – صلى الله عليه و سلم .
مضى الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام - رضي الله عنهم - إلى مواجهة قريش وقتالهم ، وهذا ما أرادته حنكة النبي السياسية ، ففي قتال قريش تثبيت لهيبة المسلمين ،

بينما في انسحاب المسلمين إظهار لهيبة قريش ؛والتي من الممكن أيضا أن تتجرأ على المسلمين و تهاجمهم في المدينة فيضعف المسلمون ، وتضعف دعوتهم ، و يصبح موقفهم ضعيف جدا أمام باقي القبائل . . . . وصل - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، و أمامه الآبار ، وهو في انتظار جيش قريش للمواجهة .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم