الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-21, 08:20 AM   #154
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:01 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 141 »
السيرة النبوية العطرة (( المسلمون في بدر ))
______
مضى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد علم أن قريشا وراء التل في بدر بالجهة المقابلة ، فأمر أصحابه أن يأتوا أقرب ماء من بدر ويعسكروا فيه ، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - شاب من الأنصار عمره {{ ٣٣ }} سنة وكان شجاعا وجريئا ومتكلما اسمه

{{ الحباب بن المنذر بن الجموح }} - رضي الله عنه - وهو جندي من الجنود ، جاء وقال: يا رسول الله ،أهذا منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه ولا نقصر عنه ؟

أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ [[ هل المكان اللي أمرتنا نعسكر فيه وحي من الله ؟ إذا وحي من الله مالنا حكي ، إذا مجرد رأي منك يمكن يكون لنا فيه رأي ]] فقال له - صلى الله عليه وسلم -: بل هو الرأي والحرب والمكيدة .

[[ النبي المؤيد بالوحي ، سيد خلق الله أجمعين ، وسيد القوم وحاكمهم ، لا يخدع رعيته ، ولا يجد حرجا إذا سمع رأيا من أي شخص من أصحابه ، ما في رتب ولا نجوم على الكتف أيامها ، جندي يا أمة الإسلام ، جندي ]] قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، فماذا ترى ؟

قال : ما أراه لك منزلا يا رسول الله ، فإن الماء يلعب دورا في الحرب . أرى أن تمشي بالناس ، حتى نكون أقرب ماء من الجيش [[ يعني من جهة قريش ]] وإني يا رسول الله أعلم هذه البئر وغزارته ، نبني عليه حياضا ثم نغور غيرها من الآبار[[ أي نردم ]] فنشرب ولا يشربون . قال له - صلى الله عليه وسلم - : لقد أشرت بالرأي ، فانهضوا على رأي أخيكم . فقام الجيش كله ونزلوا على رأي الحباب بن المنذر.
أرأيتم حبيب قلوبنا - صلى الله عليه وسلم - طبق ما يريده الله منه قبل أن تنزل عليه الآيات والوحي ؟

بدر أول معركة ، وأنزل الله بعد معركة أحد هذه الآية : {{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }}. تقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - بجيشه، وفعل كما أشار عليه {{ الحباب بن المنذر}} فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - على أغزر بئر فيه ماء في بدر، وجعل كل الآبار خلف ظهره ، وردم كل هذه الآبار

[[ دفنوها بالتراب والحجارة ]] ، ولم يترك إلا بئرا واحد ، وبنى حوضاً على هذه البئر وملأها بالماء [[ حتى يسهل الشرب على المسلمين، وعلى دوابهم ، عشان وقت المعركة يشربوا بسرعة ما يصيروا يسحبوا الماء من البئر أثناء الحرب ]] ووضعوا حولها المغارف [[ مثل الكاسات عشان الجندي مباشرة يشرب ويرجع يقاتل ]] وهكذا تحكم المسلمون في مصدر المياه ، واستخدم النبي- صلى الله عليه وسلم -هذا السلاح الهام جدا وهو سلاح المياه ،

وخصوصا في تلك البيئة الصحراوية، لتحقيق ميزة نسبية كبيرة للمسلمين في مواجهة جيش مكة .
تقدم جيش قريش حتى نزل في الجهة الأخرى من الوادي، وقد صور لنا القرآن العظيم جغرافية ميدان المعركة بصورة رائعة، فقال تعالى :

{{إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }}

[[ كما أخبرتكم من قبل : العدوة ، أي جانب الوادي فبدر لها حافتين ، وفي هذا الوادي منطقة فاضية مثل ساحة الملعب أطرافه مرتفعة ، نسمي طرف الوادي المرتفع عدوة ، العدوة الدنيا يعني جهة المدينة المنورة ، والعدوة القصوى البعيدة من جهة القادم من مكة ، بين العدوتين بعض التلال ]] ،
ثم يقول تعالى : {{ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }}أي العير أو الجمال التي تحمل تجارة قريش التي مع أبي سفيان والتي اتجه بها أبو سفيان ناحية مكة بمحاذاة ساحل البحر، وقد قال تعالى :

{{ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }} يعني ناحية الجنوب ، وأيضا للتعبير عن ساحل البحر [[ لأن ساحل البحر يكون دائما أسفل من أي أرض يابسة، حتى أنهم اتخذوا سطح البحر الآن مقياسا للارتفاعات والانخفاضات، فيقال هذا ارتفاعه كذا متر أعلى سطح البحر ]] ،

فالآية {{ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }} قالت لنا بأسلوب معجز وجميل إن العير اتجهت جنوبا بمحاذاة سطح البحر، هكذا رسم لنا القرآن العظيم جغرافية أرض المعركة بدقة شديدة ، وفي كلمات قليلة وبأسلوب معجز رائع
سبحانك ربي ما أعظمك .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم