الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-21, 09:44 AM   #155
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:28 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 142 »
السيرة النبوية العطرة (( بدر قبل بدء المعركة ))
______
أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - برأي {{ الحباب بن المنذر }} وتقدم بجيشه ، وجعل كل آبار بدر خلف ظهره، وردم كل هذه الآبار، ولم يترك الا بئرا واحدا، ثم وقف سعد بن معاذ - رضي الله عنه وأرضاه – قائلا : يا رسول الله ، إني أرى أن نبني لك عريشا على هذا التل ، فتكون بعيدا عن ساحة المعركة مشرفاً عليها ، وأن نضع عندك الراحلة ، ثم نلقى عدونا ، فإن أظهرنا الله عليهم كان ذلك ما أحببنا [[ يعني النصر ]] ،

وإن كانت الأخرى [[ شوفوا أدب الصحابة ، لم يقل الهزيمة ]] جلست على الراحلة ولحقت بإخوان لنا بالمدينة ، ما تخلفوا عنك رغبة ، ولو كانوا يعلمون أنك تلقى عدوا ما تخلف منهم رجل قط

[[ شايفين كيف بحفظ إخوانه من الصحابة اللي في المدينة وما خرجوا معهم ،، ما بحكي عليهم ، مش مثل بعض الناس اليوم كل واحد بضرب اسفين للثاني ..وتقارير ]] . استحسن النبي - صلى الله عليه وسلم – هذا الرأي واتخذ صاحبا له في العريش هو أبا بكر الصديق ، وكان سعد بن معاذ هو الحارس على العريش . وموقف سعد بن معاذ يدل على ذكاء عسكري ، فالقيادة يجب أن تكون آمنة ، و التوكل على الله لا يعني عدم الأخذ بالأسباب .

بات النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه تلك الليلة مشرفين على بدر وباتت قريش خلف التلال ، ليلة خميس على جمعة {{ ١٧ رمضان }} ، وكانت الرمال في وادي بدر شديدة النعومة ، والمشي عليها مرهق جدا ، وفي تلك الليلة أصاب بعض الصحابة الحدث [[ يعني الجنابة ]] ،

وهبت ريح ، ودخل الرعب نفوس البعض منهم ، فأنزل الله عليهم المطر ، وكان في الجهة التي فيها النبي وصحبه طلّ [[ يعني ندى ]] فأصبحت الأرض التي يسير عليها المسلمون متماسكة ، يسهل عليها المشي بالنسبة للمسلمين وبالنسبة لدوابهم ، وفي جهة قريش ، كان المطر غزيرا جدا حتى أوحل الأرض تحت أقدام قريش ،

و جعلت السير على الأرض أكثر صعوبة ، وضاقت نفوس قريش بهذا الماء قال تعالى : {{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ }} .

فلما جاء الصباح ، كان الصحابة في نشاط كبير، ونزل الماء وطهرهم وأذهب رجس الشيطان عنهم ، ولبد الأرض تحت أقدامهم .ثم نام جميع الجيش ، وكان في ذلك راحة لأجسامهم ، وكانت هذه آية أخرى من الله تعالى، لأن الإنسان إذا كان قلقا فإن هذا القلق يمنعه من النوم ، أما حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم – فقد استقبل القبلة مصليا وداعيا ربّه : اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة

(الجماعة من الناس) من أهل الإسلام لا تُعْبد في الأرض، فمازال يهتف بربه ماداً يديه متضرّعا باكيا ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه دون أن يشعر به، فأتاه أبو بكر مشفقا ، فأخذ رداءه وألقاه على منكبيه و التزمه من ورائه ، ثم نزل قوله تعالى :

{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} . وطلع فجر يوم الجمعة ١٧من رمضان يوم المعركة ، فنادى في المسلمين: الصلاة عباد الله ، فجاءه الناس فصلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم – ثم استعدوا لخوض هذه المعركة .

ننتقل الآن مباشرة لمعسكر قريش نلقي نظرة سريعة ، فقد أرسلت قريش رجلا يستطلع لهم أخبار المسلمين اسمه {{ عمير بن وهب الجمحي }} فانطلق وعرف أن عدد المسلمين قرابة ال 300 مقاتل ، وبحث حول بدر إذا كان هناك بقية لجيش المسلمين، فلم ير شيئا فرجع إلى قريش وقال : ما وجدت شيئا غير هذا العدد ، ولكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا ،

[[ قصده المسلمون صحيح عددهم قليل ، ولكن من نظر اليهم يشعر أنهم جاءوا بالمصائب والموت ]] ، و نواضحُ يثرب تحمل الموت الناقع ، [[ اي الدواب التي تحمل المسلمين على ظهرها لا تحمل بشرا، إنما تحمل الموت الناقع أي الكثير ]] قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم ، والله ما أرى أن يُقتل رجلٌ منهم ، حتى يَقتل رجلاً منكم ، [[ من أشكالهم مستلحمين على الموت كل رجل يُقتل منهم سيقتل رجلا منكم ]] ،

فإذا أصابوا منكم أعدادكم ، فما خير العيش بعد ذلك؟؟ فأنظروا رأيكم. [[ يعني المسلمون كما قلنا عددهم ٣١٣ فأقل تقدير أن يَقتل كل رجل منهم رجلا منكم ، يعني رح ينقتل من قريش ٣١٣ ، يعني المعركة معهم مش رح تكون سهلة ابدا ،،،، فكروا منيح ]] .

فقام {{ عتبة بن ربيعة }} وقال : يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم، فإنكم إن فعلتم ، لا يزال ذلك في قلوبكم ، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا . فصاح فيه فرعون هذه الأمة [[ أبو جهل ]] وقال: جبُنت والله حين رأيت محمدا وأصحابه ؟! فقال له عتبة: ستعلم من الجبان المفسد لقومه ، أما والله إني لأرى قوما كأنّ رؤوسهم الأفاعي وكأنّ وجوههم السيوف .

لا ننسى الذي يقود المعركة {{ الله جل في علاه }} فماذا فعل الله بهم ؟؟ {{ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ }} لقد دبّ الله الرعب في قلوبهم ، و وقع الخلاف بينهم ، وتزعزعت صفوفهم الداخلية .

ننتقل الآن لنلقي نظرة على جيش المسلمين ، فقد كانت الروح المعنوية للمسلمين عالية جدا ، هذا هو حبيب القلوب - صلى الله عليه وسلم - يخطب فيهم ويشجعهم ويقول لهم : إن الله تعالى قد وعده إحدى الطائفتين، العير أو النفير. [[ يعني إما تجارة قريش، أو جيش قريش وطالما أن العير قد فلتت فلابد أن يتحقق وعد الله تعالى بالانتصار على الجيش ]] ،
يبشرهم بالنصر ، ويقول لهم : إن عددهم هو نفس عدد جند طالوت عندما هزموا جالوت، وقال تعالى فيهم : {{ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ }}

نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - من بعيد [[ كان عتبة كما قلنا يخطب في قريش أن لا يقاتلوا محمدا وأصحابه ويتجادل مع أبي جهل ، و يمتطي جملا أحمر ]] فقال - صلى الله عليه وسلم - : إن يكن في القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر، يا علي قل لحمزة يعلم لنا من صاحب الجمل الأحمر من قريش ؟ فتقدم حمزة ، وكانت العرب رغم كفرها ذات أخلاق

[[ ما في قتال إلا بالمبارزة ، ما في غدر ]] ، فأخبر محمدا أنه هو {{ عتبة بن ربيعة }} . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : ألم أقل لكم فهو أعقل رجل في قريش ؟؟

[[ بس مين اللي ضيّع عقله ؟؟ أبو جهل ]] . . .

( يتبع )

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم