الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-21, 08:10 AM   #156
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:42 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 143 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بدر الكبرى / ج1))
______
طلع فجر يوم ١٧ رمضان ، وصلى المسلمون الفجر في جماعة ، وبدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يرتب الجيش استعدادا للقتال وجعل جيش المسلمين يقف على هيئة صف ،وكان هذا أسلوبا جديدا تماما لم يكن يُستخدم في الحروب، فقد كان العرب يدخلون المعركة جماعة واحدة ثم بعد ذلك يقاتلون بالكر والفر [[ يعني التقدم والتراجع في ميدان المعركة ]] .

وسبب اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يقف جيش المسلمين على هيئة صف هو التفوق العددي الكبير لجيش المشركين ، فهم حوالي ثلاثة أضعاف جيش المسلمين ؛ فقد أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون القتال مع المشركين موزعا وليس مركزا في مكان واحد، فلا يستطيعون حصار المسلمين .

وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يسوي صفوف أصحابه الذين علت وجوههم البشرى بالنصر ،وكان بيده - صلى الله عليه وسلم - عصا تشبه العود يقول للصحابة : استقم .. أدخل أنت في الصف ؛وكان رجل اسمه {{ سواد بن غزية }} قد برز من الصف ينظر إلى النبي معجبا مدهوشا ، فقال له النبي : استقم يا سواد وأدخل في الصف ،

[[ ولأنه مشدود إلى النبي لم يسمع ولم ينتبه]] ، فصاح النبي به مرة أخرى ... استقم يا سواد [[ ولم ينتبه سواد ]] . فاقترب منه النبي - صلى الله عليه وسلم - ووكزه بالعود في بطنه ليشدّ انتباهه ، وابتسم و قال : استقم يا سواد . وكان سواد لا يلبس إلا إزارا وعاري الصدر ومستعدا للحرب

[[ يعني بده يحارب . . . أما اليوم ؛ عدة وعتاد ولباس وخوذة ونُهزم هزيمة تلحقها هزيمة ]] فاغتنم الفرصة سواد وقال : يا رسول الله ، قد أوجعتني بعودك هذا فأقدني من نفسك !!

[[ أقدني يعني خليني آخذ حقي منك وأستد .. ليش تدقني بالعود على بطني؟؟ ]] فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - العود وقال له : استقد يا سواد [[ يعني خذ حقك ]] فأخذ سواد العود وقال : يا رسول الله ، لقد وكزتني وأنا عاري الصدر وأنت تلبس الثياب ، فاكشف لي عن بطنك حتى نكون سواء [[متعادلين ]] فتعجب الصحابة !! أيعقل أنه يريد أن يستد من رسول الله ويوكز النبي بالعود في بطنه ؟؟ !!

فكشف النبي عن بطنه حتى بان بياض بطنه - صلى الله عليه وسلم - فرمى سواد العود في الأرض ، وضم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخذ يقبل بطنه ويبكي . . و يبكي ويقول : فداك أبي وامي يا رسول الله . فقال له - صلى الله عليه وسلم - : ما حملك على هذا يا سواد ؟!! قال : بأبي وأمي يا رسول الله ، لقد رأيت ما حضر من قريش ، وقد يكون هذا اليوم آخر عهدي بالدينا ، فأحببت أن يكون آخر عهدي بها أن يلقى جلدي جلدك !! {{ وقد فاز بها سواد- رضي الله عنه - ومات شهيدا في بدر }}
هكذا أحب الصحابة رسول الله ، وهكذا أطاعوه ، وهكذا وقفوا معه ، ونحن ندّعي محبة النبي اليوم ، نسأل الله أن يهدينا إلى السبيل ، وكلّي أمل فيكم أنتم يا عشاق السيرة بأنكم تقرؤون و تأخذون الدروس و العبر ، ونقتدي بأخلاق نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام

ثم قام - صلى الله عليه وسلم - بتنظيم صف لرماة الأسهم في مقدمة الجيش ، ثم صف بعده لحملة الرماح وكان الهدف هوصد هجوم الفرسان المتوقع في بداية المعركة ، وإحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوف قريش مع بداية المعركة . . .

أطلت قريش وكانت على عطش تريد الماء ، فوجدوا المسلمين قد سبقوهم إلى الماء ، والتفوا حوله ، فذهلت قريش لما صنعه النبي وأصحابه ، وحاول رجال منهم اقتحام حوض المسلمين ليشربوا من الماء ، فرشقهم الصحابة بالنبل فقتلوهم قبل أن يقتربوا من البئر .
وقد بشّر - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بنزول الملائكة ، فتقول بعض الروايات إنه نظر إلى ابنة عمته [[ الزبير بن العوام ]]
وقد اعتم الزبير بعمامة صفراء فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :

يا زبير، هذه الملائكة قد نزلت على سيمتك واعتموا بعمامتك ، يقاتلون في صفوفكم [[ يعني كل الملائكة لابسين عمائم صفر مثلك ]] . ثم أخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحرض الجيش على القتال ، ويثير حماستهم ، ويعمل على رفع روحهم المعنوية قائلا : والذي نفس محمد بيده ، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر ، إلا أدخله الله جنة عرضها السموات والأرض .
وكان رجل هناك يقال له {{عمير بن الحمام }} ،

فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم – متعجّبا :
يا رسول الله ، جنة عرضها السموات والأرض ؟!!!! فقال له النبي : نعم يا عمير. وكان بيد عمير تمرات يأكل منها ، فنظر إلى التمرات بيده ، ثم نظر إلى قريش وقال : بخٍ بخٍ ،، ما بيني وما بين دخول الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ، إنها لحياة طويلة حتى آكل تمرات فرماها من يده ، وانطلق داخل صفوف العدو يقاتل بقوة وحمية وشراسة، حتى مات شهيدا في سبيل الله في هذه المعركة .

بهذا الإيمان من الصحابة والثقة بالله ، نشروا دين الله حتى كنتم أنتم ، وأنا ثمار إيمانه


م ، ووصل الإسلام لنا وأصبحنا بفضل من الله نقول :

{{ لا إله إلا الله محمد رسول الله}}.

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم