الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-21, 08:12 AM   #157
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 144 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بدر الكبرى / ج 2))
______
قال تعالى :
{{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }}.

صف - صلى الله عليه وسلم - أصحابه صفوفا متراصة و ربط المعسكر بالسماء لا بقيادات الأرض ، وناجى ربه ، فالنصر من عند الله وحده ، و إخبار النبي للمسلمين أن الملائكة تقاتل معهم ؛ زاد من عزيمتهم ، وكانت بشرى لهم لتطمئن قلوبهم . . . وقال – صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : لا تحملوا عليهم ، ولا تسلوا السيوف حتى آمركم [[ أي لا تقاتلوهم حتى آمركم ]]
فإن اكتنفوكم [[ أي هجموا عليكم فجأة ]] فانضحوهم النبل ، فان الخيل لا تُقبل على النبل .

بدأت المعركة ، وقد بدأ الهجوم من قبل المشركين ، وكان تحكّم المسلمين في مصدر الماء يغيظ المشركين جدا ، فخرج من قريش أحد فرسانهم المشهورين وهو {{ الأسود بن عبد الأسد}} ،

وكان رجلا شرسا ، سيء الخلق ، وكان شديد العداوة لرسول الله ، وأقسم ليشربنّ من الحوض أو ليهدمنّه ، فانطلق تجاه حوض المسلمين ، فتصدى له {{ حمزة أسد الله ورسوله }} ،وتبارزا ، وضربهُ حمزة ضربة أطاحت ساقه ، فطارت ساقه قبل أن يصل للحوض ، فأخذ الأسود يزحف تجاه الحوض وساقه تنزف دما ،فضربه حمزة ضربة أخرى قضت عليه قبل أن يصل الى الحوض .

وأقبل نفر من قريش حتى وصلوا للحوض ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : دعوهم . فشربوا منه ، وكان من بينهم {{ حكيم بن حزام }}
( أتذكرون هذا الاسم ؟ تكون عمته السيدة خديجة ، الذي أهداها زيد بن حارثة ، والذي كان يُهرب لهم الطعام في حصار شعب أبي طالب ) . كل الذين شربوا من الحوض قُتلوا في معركة بدر ، إلا {{ حكيم بن حزام }} فإنه لم يُقتل ، فقد أسلم بعد ذلك ، وحسن إسلامه ، فكان إذا أراد ان يحلف يمينا يقول : {{ لا والذي نجاني يوم بدر }}

وما إن سقط الأسود حتى خرج ( عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة ) وكان الثلاثة من أبطال قريش ، وكان عتبة مثالا للضخامة، ومن ضخامة رأسه لا يجد خوذة يضعها على رأسه ، فكان يقاتل بلا خوذة ، فلما توسطوا بين الجيشين طلبوا {{ المبارزة }} ، وكانت هذه هي العادة في الحروب في ذلك الوقت : [[ الحرب تبدأ بالمبارزة ، وكان لهذه المبارزة تأثير كبير في رفع أو خفض معنويات الجيش ، وكانوا يتفاءلون أو يتشاءمون بنتيجة المبارزة، ولذلك كان يتصدى لهذه المبارزة دائما الأبطال من كل فريق ]] .

فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار وهم ( عوف بن الحارث وأخوه معوذ بن الحارث وعبد الله بن رواحة ) .فقالوا لهم : من أنتم ؟ قالوا: رهط من الأنصار .فقالوا : كفءٌ كرام [[ أي أنتم قدها وجديرين بالمبارزة ]] ولكن ما لنا بكم حاجة !! يا محمد أخرِج لنا نظراءنا من بني عمنا !! [[ سبحان الله يريدون سفك دماء أولاد عمهم !! الكفر لا يعرف حق قرابة ولا رحم ، لذا عاملهم المسلمون بالمثل ..

السيرة للتأسي لا للتسلي، كما يعاملكم عدوكم عاملوه ]] . فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : قم يا حمزة بن عبد المطلب {{ عمه }} ، وقم يا علي بن أبي طالب {{ ابن عمه }} ، وقم يا عبيدة بن الحارث {{ ابن عمه }} . فقاموا ، وتقدموا إليهم ، واصطف الفريقان ، وقال حمزة : هل نحن نظراؤكم ؟؟ قال عتبة : أجل، نظراء كرام .
فتقدم الثلاثة للمبارزة : بارز حمزة ... شيبة ، وبارز علي ... الوليد ، وبارز عبيدة ... عتبة .

حمزة وعلي لم يمهلا خصميهما طرفة عين ؛ فما هي إلا رفعة سيف ونزلة ، حتى أطاح كل واحد بخصمه ، فضجت ساحة المعركة بالتكبير ، أما عبيدة الذي بارز عتبة ؛ فقد جرح كل واحد صاحبه ، فحمل حمزة على خصم عبيدة ، فأجهز عليه وقتله كما تقول بعض الروايات ،[[ ولذلك انتقمت بنته هند بنت عتبة من حمزة يوم غزوة أحد ، لأنها علمت أن الذي قتل أباها في بدر هو حمزة ]]، وقد رفعت هذه المبارزة من معنويات المسلمين، وأحبطت المشركين . انتهت المبارزة ، وأخذ المشركون قتلاهم ، وحمل حمزة عبيدة جريحاً ، وأتى به إلى معسكر المسلمين، فلما رآه النبي أفرشه قدمه

[[ أي مد قدمه ليضع عبيدة رأسه وخده عليها ، حتى لا توضع على الرمال الحارة ]] ، فنظر عبيدة بن الحارث لوجه النبي - صلى الله عليه وسلم - وذرفت عيناه بالدموع ، و قال : يا رسول الله ، ما بكيت جزعاً من الموت ، وإني لأعلم أنها الشهادة ، ولكن تذكرت أبا طالب ، وقصيدته يوم الشعب إذ يقول :

( كذبتم وبيت الله يُردى محمدٌ *** ولمّا نقاتل دونه ونناضل ) ، وددت يا رسول الله لو أن أبا طالب حي ليرى أني أحق منه بقوله هذا، فلا والله لا يصلون إليك وفينا عين تطرف ، فبشّره النبي بالشهادة ، وفاضت روحه الطاهرة في طريق العودة إلى المدينة .

ورجع الرسول ساجداً باب العريش يقول

: يا حي يا قيوم، ويدعو الله ،حتى جاء علي وقال : يا رسول الله ، لقد اكتنفنا القوم [[ أي هجموا علينا ]] فقال لأصحابه : قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض، فوالذي نفسي بيده ، لا يقاتلنهم اليوم رجل فيقتل مقبلا غير مدبر، محتسباً لله ، صابراً ، إلا أدخله الله الجنة . وأخذ - صلى الله عليه وسلم - حفنة من الحصى من الأرض وألقاها في اتجاه المشركين وهو يقول :
{{ شاهت الوجوه }} . وما من رجل من قريش إلا قال بعد المعركة: شعرت الرمال ( الحصى ) تدخل في عينيّ قبل المعركة ، وهذه من بركة سيد الخلق محمد – صلى الله عليه وسلم – و أخذه بالأسباب وتوكله على الله . قال تعالى:

{{ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ }} ، فالنصر يُطلب من الله وليس من الأعداء ( كما يفعل المسلمون اليوم ؛ يستغيثون بالأعداء لينصروهم على اليهود ، وكلهم أصلا يهود !!! ) .

ثم صاح – عليه الصلاة و السلام - بالمسلمين : شدوا [[ يعني اهجموا بقوة ]] ، فانطلق المسلمون كالسيل ، وكان فرسان المسلمين في المقدمة ، فلما اقترب جيش المشركين بفرسانهم ؛ استقبلهم المسلمون بالسهام كما أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم استقبلوهم بالحراب ، وسبّب ذلك إرباكا شديدا لجيش مكة ، وكسر حماسهم . وكان صليل السيوف في كل مكان ، والغبار تغطي أرض المعركة . . .

يتبع

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم