عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-21, 11:29 PM   #6
شَغَف

الصورة الرمزية شَغَف

آخر زيارة »  اليوم (06:12 PM)
الهوايه »  الكتابه&القراءة
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



[ من تجارة الرز، إلى جمهورية سامسونج]

[جمهورية سامسونج]
قد يبدو الاسم غريباً قليلاً . . أو كثيراً،
أياً يكن فهذا هو أقرب وصفٍ وجدته لشركةٍ بحجمها!.

عادةً ما تشتهر سامسونج بصناعاتها الالكترونية،
لكنها بالحقيقة أوسع من مجرد شركة للصناعات الالكترونية فقط،
فهي تضم تحتها العديد من الشركات في شتى المجالات
تجارة، فندقة، ازياء، خدمات أمنية، مدافع، محركات طائرات، دبابات، سيارات، زجاج، سفن ..الخ
والعديد من المجالات التي لا تخطر على العقل،
لهذا السبب فاقتصاد كوريا الجنوبية -بجلالة قدرها- مرتبطة بها،
إذا سقطت شركة سامسونج سقط اقتصاد الدولة!!.

حسناً يكفي حديثاً عن ما آلَت إليه الشركة في وقتنا الحاضر يا عبق
لنتحدث في الماضي،
عن أولِ حجرِ أساس،
عن فشل البدايات وعثراتها.

ليبيونج شول درسَ الاقتصاد بإحدى الجامعات اليابانية ولم يكمله،
مع ذلك فقد كان شاباً طموحاً سعى وتعثر . . ثم نهض ونفضَ التراب واستمر،
لكن في كل سقوطٍ له كان يبدأ من جديد بأسلوبٍ جديد وخطة جديدة،
فتنقل ما بين مشروع تجارة رز،
ثم محل بيع للخضار والأسماك،
وانتهاءً بتكرير السكر
حتى أنه دخل مجالات عديدة كالتأمين والأمن والتمويل،
لكنه خسرَ كل شيء مع الحرب بين كلاً من كوريا الجنوبية والشمالية.

وهكذا إلى أن قرر اكتساح عالم التكنولوجيا والالكترونيات،
وهنا توالت نجاحاته،
فظل يفتح الشركة تلو الأخرى
ولم تقتصر شركته على صناعة الإلكترونيات فقط،
بل توسع إلى ما هو أبعد من ذلك -كما ذكرنا في بدايةِ التدوينة-،
ولا تُعَد شركة الإلكترونيات فيها إلا نقطةً في بحرها الشاسع.

ياللغرابة!!،
شول الذي لم ينهي دراسته الجامعية حتى،
وفشل في العديد من المحاولات . .
يغدو في نقلة . . أو لنقل "قفزة" تجارية يحمل اقتصاد كوريا الجنوبية برمَّتِه على كتفيه!،
الأمر الذي يجعل لهُ هيبةً في وسطِ المجتمع سواءً السياسي أم غيره،
ففي إحدى جلسات المحاكمة التي كانَ بها شول في وسطِ جيش من الجنود المحاميين متهماً بتهمةِ رشوة لرئيس كوريا الجنوبية بحوالي 33 مليون دولار،
تم الحكم عليه بالسجن لسنتين [مع وقف التنفيذ
باعتقادكم . . هل تخنقُ دولةٌ اقتصادها بيديها؟،
بلا شك لن تفعل . .
لذا فقد مارسَ شول حياته الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن،
فلم يرَ السجن حتى . . وبعدَ سنواتٍ من إطلاقِ الحكم -الذي لم يكن قد تنفذ بعد-
تم الإعفاء عنه من قِبَل رئيس كوريا الجنوبية!.

شول بدأ من الصفر،
فشل مرات عديدة،
لكن نجاحه في النهاية كانَ مبهراً بحق.

توفي شول عن عمرٍ ينهاز ال77 عاماً . . وبقيت جمهوريته.