أشهر عشر نساء خلّدهن الرسم كان جون سنغر سارجنت أشهر رسّام للبورتريه في زمانه. وقد رسم هذا البورتريه الاستثنائي في بدايات اشتغاله بالرسم.
كان يتمنّى أن يكسبه الشهرة. وقد تحقّق له ذلك، لكن ليس بالطريقة التي كان يتصوّرها.
تعرّف سارجنت إلى فيرجيني غوترو ، وهي سيّدة مجتمع مشهورة وجميلة وزوجة مصرفي فرنسي بارز. وظلّ يطاردها لسنتين كي توافق على طلبه بأن تكون الموديل لهذه اللوحة. واختار الرسّام طريقة وقوفها بعناية فرسمها في وضع جانبي بجسد زجاجي وبشرة عاجية. وعندما أتمّ اللوحة وعرضها في صالون باريس في العام 1884، أثارت ما يشبه الفضيحة.
فقد صُدم الناس بمكياج المرأة الأبيض الشاحب. وصُدموا أكثر لأن احد شريطي فستانها، في اللوحة الأصلية، كان منحسرا عن كتفها، وهي علامة اعتبرت غير لائقة في ذلك الوقت.
وقد دفع ذلك فرجيني إلى اعتزال المجتمع، بينما اضطرّ سارجنت إلى إعادة رسم شريط الكتف بعد أن انتهى المعرض. ثم غادر باريس بعد ذلك الصخب مباشرة. لكنّه كان يصرّ دائما على أن البورتريه كان أفضل لوحة رسمها.
في ما بعد، أي في العام 1916، باع الرسّام اللوحة إلى متحف المتروبوليتان الذي ظلّت فيه إلى اليوم.
هذه اللوحة، البرتقالية كثيرا، يمكن أن تكون أكثر شهرة من الفنان الذي رسمها. كما أنها أشهر لوحات فريدريك ليتون نفسه وهي بنفس الوقت تجسيد لأسلوبه الكلاسيكي.
وهناك الكثير من نقاط الشبه التي تجمعها بلوحة الليل لـ مايكل انجيلو، والموجودة في كنيسة ميديتشي بـ فلورنسا.
وحسب كلام ليتون، فإن طريقة تصميم اللوحة لم تأت وفق تخطيط مسبق. بل جاءت بالصدفة عندما رأى موديله دوروثي دين وهي ترتاح على إحدى الأرائك بتأثير التعب والإرهاق.
دوروثي كانت ممثّلة انجليزية، وقد ظهرت لاحقا في العديد من لوحات الرسّام.
وهو كان يعتبرها المرأة التي تطابق ملامحها نموذجه المثالي.
وقد كانت معروفة بوصفها أجمل امرأة في انجلترا في نهاية القرن التاسع عشر.
ويشاع أن الرسّام كان على علاقة حبّ معها قبل وفاته. لكن لم يكن مقدّرا لهما أن يتزوّجا أبدا بسبب فارق السنّ بينهما. فـ ليتون كان في السبعين ودين في الثامنة والعشرين من عمرها.
وقد عُرضت هذه اللوحة للبيع في المزاد في ستّينات القرن الماضي، أي في وقت كان من الصعب أن تباع فيه لوحة من العصر الفيكتوري. لذا لم تحقّق سعر الحدّ الأدنى الذي حُدّد لها وهو 140 ألف دولار.
لكن اللوحة اكتسبت شعبية هائلة مع انتعاش الفنّ الفيكتوري. وقد نجت من النسيان عندما اشتراها متحف في بورتوريكو حيث ظلّت فيه إلى اليوم.
تصدّر هذا البورتريه الأخبار عام 2006 عندما بيع في مزاد بـ نيويورك بأكثر من 40 مليون دولار. وقد كان واحدا من سلسلة من خمس لوحات رسمها فان غوخ كإشادة بصديقه بول غوغان.
مدام جينو كانت تسكن في آرل وكانت متزوّجة من جوزيف جينو. كما كانت تمتلك مقهى مشهورا هناك كان فان غوخ يتردّد عليه أثناء إقامته في آرل.
كان ذلك في نفس الفترة التي قطع فيها الرسّام إحدى أذنيه.
وقد رسمها عندما كان يمرّ بحالة حزن شديد بعد انتهاء علاقته بـ غوغان وبعد أن اُدخل إلى المصحّة العقلية.
في هذا البورتريه يرسم سلفادور دالي زوجته وملهمته والمرأة التي كان يصفها بأنها وسيط بين عالم العباقرة والعالم الحقيقي.
كانت غالا تكبر دالي بعشر سنوات. ومع ذلك كان يعشقها كثيرا، وهذا واضح في لوحاتها التي رسمها لها في ثلاثينات القرن العشرين عندما كان يوقّع لوحاته باسمه واسمها معا.
<B>
عُرف دالي بحياته الخاصّة غير المستقرّة وبمغامراته العاطفية. وقد ذكر أكثر من مرّة أن غالا هي التي أنقذته من الجنون ومن الموت المبكّر في ذلك الوقت.
</B> لكن السنوات الأخيرة من علاقتهما شابها كثير من المرارة بسبب مغامرات غالا الكثيرة التي لم تراع فيها حساسية دالي ووقوعه فريسة للشكّ والإحساس بعدم الأمان. ومعظم لوحاته التي رسمها لها في ما بعد كان يرسمها بضوء معتم وغامض. بورتريه غالا، هنا أيضا، ينقصه التعبير الطازج والعميق الذي ميّز لوحات دالي السابقة لزوجته. ومع ذلك، تظلّ غالا المرأة التي ألهمت دالي رسم مجموعة من أفضل وأشهر لوحاته.