الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-21, 09:13 AM   #159
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 146 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بدر الكبرى / ج4 و الأخير ))
______
وفي خضم تلك الغزوة تجلّت معجزات وكرامات الرسول – صلى الله عليه وسلم - ؛ فها هم بعض الصحابة يحملون الصحابي الجليل {{ قتادة بن النعمان }} ويأتون به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد نزل سهم في عينهِ ، فسالت حدقته على خده ، قالوا:

يا رسول الله ، سالت حدقة قتادة من سهم أصابها ، أنقطعها ؟؟ قال : لا ، لا تقطعوها ، قربوه مني . فقربوه إليه فوضع كفه اليمنى على عينه فردها إلى مكانها . يقول قتادة : والله لا أدري أي عينيّ التي أصيبت ؟! ويُحكى أنه قَدْ وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ رَجُلٌ مِنْ ذُرّيّة قتادة بعد ذلك – في زمن التابعين - فَسَأَلَهُ عُمَرُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ :

أَنَا ابْنُ الّذِي سَالَتْ عَلَى الْخَدّ عَيْنُهُ ... فَرُدّتْ بِكَفّ الْمُصْطَفَى أَيّمَا رَدّ
فَعَادَتْ كَمَا كَانَتْ لِأَوّلِ أَمْرِهَا ... فَيَا حُسْنَ مَا عَيْنٍ وَيَا حُسْنَ مَا خَدّ
فأَحْسَنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رَضِيَ اللّهُ عنه - جَائِزَتَهُ.

ومن ذلك أيضا ما ذكره أهل السير والغزوات في بعض الروايات أن الصحابي الجليل {{ عكاشة بن محصن الأسدي }} رضي الله عنه انكسر سيفه يوم بدر ، فيأتي إلى النبي قائلا : يا رسول الله ، انقطع سيفي !!

[[ إيش السيوف اللي كانت معهم ؟! معدات بسيطة جدا مقابل جيش قريش أقوى جيش في الجزيرة العربية ! وهم أيضا لم يتجهزوا لخوض معركة ، هم خرجوا بدهم قافلة قريش ، ولم يعدوا العدة لمعركة ]] ،

فدفع إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - عودا ، وقال له : خذ هذا وقاتل به . فأدرك عكاشة بركة النبي – صلى الله عليه وسلم – وأخذ العود؛ فصار في يده سيفا طويلا أبيض شديد المتن ، فقاتل به - رضي الله عنه - ولم يزل عنده يقاتل به أعداء الله حتى استُشهد في حروب الردة، وكان يسمى هذا السيف عونا . وأثبت الله قلة حيلة المسلمين في قوله :

{{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }} .
وفي بدر أيضا كان انتصار الحق على الباطل ، و استعادة هيبة الضعفاء الذين عذّبهم المشركون في مكة ، أصحاب البطش و النفوذ .

فهذا هو
( بلال الحبشي ) الضعيف المعذب على رمضاء مكة ، والذي كان يردد ويقول : أحدٌ أحد ، هو الذي سيقتل الآن سيّده أمية بن خلف الذي أذاقه أشد العذاب ؛ يراه بلال الحبشي - رضي الله عنه - فيقول بلال : رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا ، ويوقعه على رمضاء أرض بدر، صريعا غارقا بدمه بعد أن غرس بلال سيفه فيه .

وهذا هو أيضا ( عبدالله بن مسعود ، أول من جهر بالقرآن ) صاحب الساقين النحيفتين [[ ذكرته لكم في الجزء ( 57 ) من العهد المكي ]] ، ها هو الآن - كما يقول أهل الغزوات و السّير - يقف بساقيه النحيفتين على صدر الطاغية أبي جهل ، والذي كثيرا ما آذى ابن مسعود عندما كان يتلو القرآن في مكة .

قال له أبو جهل : لقد رقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم ، فقال له ابن مسعود: هَلْ أَخْزَاكَ اللهُ يَا عَدُوَّ اللهِ؟ قَالَ : وَبِمَا أَخْزَانِي أَعْمَدُ مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ ، أَخْبِرْنِي لِمَنِ الدَّبْرَةُ ( الغلبة ) الْيَوْمَ؟ قُلْتُ: للَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، ثمّ أجهز عليه عبد الله بن مسعود .

و كان غلامان يُقال لهما ابنا العفراء ( معاذ و معوّذ ) قد بحثا عنه و حاولا أن يقتلاه قبل وصول ابن مسعود إليه ؛ ذلك أنهما عرفا أن أبا جهل هو أشد الناس عداوة للمسلمين و ضرباه بسيفيهما حتى سقط من أعلى فرسه على الأرض يعاني جراحا بليغة ، ثم قدم ابن مسعود و أجهز عليه .


أرأيتم وعد الله ؟ ! ولكن أين من يستحقه منا ؟؟
انصروا دين الله حتى ينصركم ، قولوا كلمة الحق ، ولا تخشوا في الله لومة لائم ، أقيموا شرع الله في أنفسكم ، وفي بيوتكم وأزواجكم و أولادكم ومجتمعكم ، هنا يكون نصر الله لكم .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم