عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-21, 09:54 AM   #284
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (09:10 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



استيقظت ووجدتك بقربي تنام مُمسكًا بيدي،
مثل طفلٍ صغير حريص على لعبته من الضياع،
وبالرغم من أن عينيك مُغلقتين إلا انني كنت أرى
علامات الخوف على وجهك،
كنت تعرفني جيدًا،
وكنت تعلم إنني سأُغادر قبل أن تستيقظ،
لأنني امرأة لن تستطيع العيش مع حب كُسر لألف قطعة،
لأنني امرأة تقبل أن يُهان العالم كله إلا كرامتها،
كانت ليلة الأمس وداعًا لنا،
لم نبُح بشيء بالرغم من انه كان هناك
الكثير ليُقال وجبال من العتاب،
لكننا فضلنا أن ننفصل بطريقة مُسالمة،
تقديرًا لذلك الحب الإسطوري الذي جمعنا يومًا،
حتى ولو كان من طرف شخص واحد،
فلازلت عاجزة عن إيجاد حل لمعادلة
الخيانة بالرغم من وجود الحب.
ليلة أمس شعرت بأن كل ساعة موجودة في العالم توقفت،
لتُخلد تلك اللحظة الحزينة،
كلانا مستلقيان على السرير،
أنت مُمسك بي بشدة،
وأنا أموتُ في الدقيقة ألف مرة.
كنت اتساءل كيف أترك من أتنفس انفاسه؟.
كيف أترك عقيدتي، عائلتي، أحلامي، مدينتي؟.
كنت كل شيء لي فكيف أرحل؟.
فكرتُ كثيرًا تلك الليلة،
لكنني لم أُحاول أن أجد سببًا لخيانتك،
لم أفعل لأنني لم أرد أن أكرهك،
فلدي باقي العمر لأفعل،
بقيتَ مُستيقظًا حتى ساعات الفجر الأولى،
ليأخذك النعاس إلى عالم الأحلام علني أعفو عنك،
عندها فقط تجرأت أن أواجهك،
غيرت موضعي لأودع وجهك الوسيم
وشفاهك التي قبّلتني ألف مرة،
لم أتخيل يومًا أن الفُراق أصعب من ألم الخيانة،
أنا الآن أفهم كل امراة إستطاعت أن تتعايش
مع الخيانة في سبيل حُبها،
رُبما أنا أُحاول أن أُبرر لنفسي!.
لا أعلم ..
لكنني موقنة بأنني سأُغادر،
فلستُ بامرأة تتعايش مع الحب،
إمّا أن اعيشه بكل وجوده أو أتنازل عنه.
ماهي إلا دقائق حتى أترُك قلبي واخرج من هُنا.
حسنًا سأُحاول أن أتأملك جيدًا،
أُريد أن أتذكرك، ملامحك، رائحتك ..
بدأت أنهار، بدأت أُشكك في المُغادرة،
إقتربتُ من وجهك ورحت استنشق آخر أنفاسك،
علها تُبقيني حية بدونك وودعتك بِأطنان من الأشواق،
سارعتُ بأخذ أغراضي وتغيير هندامي،
وغادرت وأنا أركض مُسرعة مُبتعدة
قبل أن تخونني قدمي وتُعيدني إليك،
هُناك شيء كنت متأكدة منه،
علي أن أُغادر البلاد في الحال،
إتجهت لعالمٍ غير عالمي علني
أستطيع التنفس دون الاختناق ألمًا.