الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-21, 09:12 AM   #160
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 147 »
السيرة النبوية العطرة (( بعد غزوة بدر ))
______
انتهت غزوة بدر الكبرى وقت الظهر في ١٧ رمضان بانتصار المسلمين على المشركين نصراً ساحقاً ، {{ فقُتل من المشركين 70 و أُسِر 70 }} جُلّهم من سادة قريش ألد أعداء الإسلام ؛ ومنهم : أبو جهل ، الوليد بن المغيرة ،عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، النضر بن الحارث ، عقبة بن أبي مُعَيط ، أمية بن خلف ... وغيرهم من صناديد و وجهاء قريش ، بينما استشهد من المسلمين {{ ١٤ رجلا : ٦ من المهاجرين و ٨ من الأنصار }} . رضي الله عنهم جميعاً .

إذن فقد انهزم المشركون شرّ هزيمة في عدة ساعات فقط ، وأخذت جموع المشركين بالفرار، وأخذ المسلمون يطاردون المشركين ويأسرون بعضا منهم ، وقيل في بعض الروايات إنّ {{ مصعب بن عمير مرّ بأخيه أبي عزيز بن عمير}} وكان يقاتل مع المشركين ، ووقع أسيراً في يد أحد الأنصار ، وهو يقيّد يديه فقال مصعب للأنصاري : شد يديه ، فإن أمّه ذات متاع . [[ يعني أمه ذات مال وثراء .. وهي أم مصعب نفسه وسترسل في فدائه مالا كثيرا ]] ،

فقال له أخوه: يا مصعب ، أهذه وصاتك به ؟ قال مصعب: إنه أخي دونك [[ يعني هذا الأنصاري أخي أكثر منك ]] ((هذه قوة العقيدة ، ولا يوجد نفاق ولا مجاملات ))

وقام المسلمون بدفن شهدائهم ، ثم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بدفن قتلى المشركين ، فسحبوا جثثهم وألقوها في القليب " أحد الآبار" ، ثمّ تُردم عليهم ، [[ لأن من سنته – صلى الله عليه وسلم - دفن جثة كل آدمي ،
مسلم كان أو غير مسلم ، فهو نبيّ الإنسانية ، ويعلّمنا أيضا الحفاظ على البيئة ]] وهنا ظهرت معجزة أخرى لنبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم - ، ففي اليوم السابق لبدر تفقّد أرض المعركة المرتقبة ، وجعل يشير إلى مواضع قتل صناديد المشركين ، ويقول :

( هذا مصرع فلان ) ، قال أنس ـ رضي الله عنه ـ : " فما ماط ( تعدّى ) أحدهم عن موضع يد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " .

وأقام - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في بدر ثلاثة أيام ، وكانت هذه هي عادة العرب في حروبهم : أن المنتصر يظل في مكان المعركة ثلاثة أيام ، ويعتبر أن هذا هو دليل انتصاره [[ بدليل أنه ظل في مكان المعركة بينما انسحب الطرف الآخر ]] .

و روى مسلم أنَّ رَسولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عليهم فَنَادَاهُمْ، فَقالَ: يا أَبَا جَهْلِ بنَ هِشَامٍ ، يا أُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ ، يا عُتْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ ، يا شيبَةَ بنَ رَبِيعَةَ ، أَليسَ قدْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فإنِّي قدْ وَجَدْتُ ما وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا ؛ فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ يَسْمَعُوا ؟ وَأنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا؟ قالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ ما أَنْتُمْ بأَسْمع لِما أَقُولُ منهمْ، وَلَكِنَّهُمْ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا . . .

بعد هذا النصر العظيم أرسل - صلى الله عليه وسلم - عبدالله بن رواحة من الأنصار ، وزيد بن حارثة من المهاجرين ليبشرا المؤمنين في المدينة بالنّصر ، فلما وصلت البشرى بانتصار المسلمين ، ارتجت المدينة بالتهليل والتكبير، بينما وصلت أنباء الهزيمة لقريش ، فنزلت عليهم كالصاعقة، وعلت أصوات النياح في مكة على قتلاهم .

اللهم كما بلّغت نبيك بالنصر في بدر ، بلّغنا بالنصر على اليهود وعلى كل من وقف معهم و نصب العداء للمسلمين .
يتبع أسرى بدر . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم