جالسة في ذلك المكان،
هناك لوحدي،
ظلام وسكون هنا،
لا يوجد للضوء منفذ،
كُلما تمعنت في السمع صادفني السكون،
وكُلما أمعنت النظر صادفني الظلام،
وحدي هناك في ذلك اللاشيء،
وحدي هناك ضائعة في ذلك الظلام،
الغريب في الأمر أنني أشعُر بالدفئ رغم برودة المكان،
أشعُر بالحنين والألفة رغم أنني وحدي هناك،
أشعُر بالراحة رغم وحشة المكان،
لا مكان للخوف ولا للوحدة رغم أنني وحيدة،
ولوحدي، بمفردي.
ما هذا يا تُرى؟.
هل جُننت!.
لا أظن هذا!.
رُبما هذا لأنني اكتشفت حقيقة العالم وما حولي،
أبصرتُ ما توارى خلف الظلال،
رأيتُ اللاموجود،
نصيحة يا نفسي،
إياكِ والثقة بالآخرين،
إياك والتشبت بالوعود،
فلا شيء يدوم،
أعرفك يا نفسي تمام المعرفة،
لابُد ألا تستطيعي اتباع النصيحة،
لا أعلم لما!.
رُبما لكونك ترين الدنيا بيضاء،
ولا ترين السواد أو تتجاهلينه،
لكن لا!.
يؤسفني هذا لكن واجب علي أن أحطم ما ترين،
سأُكسر إطار الصورة!.
الدُنيا مجرد سواد وظلام وظلم،
لكن ولحسن حظك وحظنا هناك مكان صغير جدًا،
نقطة بيضاء وسط هذا السواد.