الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-21, 08:31 AM   #161
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 148 »
السيرة النبوية العطرة (( أسرى بدر/ وفاة (( رقيّة )) ابنة النبي
صلى الله عليه وسلم - ))
______
انتهت الغزوة ، ودُفنت أجساد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، ودُفنت جثث المشركين ، وأخذ الصحابة بجمع الغنائم ، وساقوا الأسرى بين أيديهم مكبلين بالحبال . نظرالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الأسرى وكانوا {{ 70 أسيرا }}فوجد الصحابة قد ربطوهم بالحبال ؛ فقال : فكوا وثاقهم، وأحسنوا صحبتهم ، وقاسموهم زادكم . فقال قائل : يا رسول الله ، لو كنا أسرى بين أيديهم لفعلوا بنا أكثر من ذلك . فقال له النبي - صلى عليه وسلم - :

{{ لسنا كمثلهم }} . فصار الصحابة يعطون للأسرى أطيب طعامهم ، وكانوا يجعلونهم يركبون وهم يمشون إلى جوارهم ، وذلك تطبيقا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم .
[[ أرأيتم أيها الطغاة من العرب و الغرب كيف يعامل نبينا - صلى الله عليه وسلم - الأسرى ؟ لم يقل لهم : احرقوهم !! عذّبوهم !!هذا نهج نبينا ، فأي نهج تتبعون ؟ إنها الرحمة التي لا تعرف لقلوبكم سبيل ]] .

يقول أحد الأسرى وقد أسلم فيما بعد وهو {{ سهيل بن عمرو }}: كنت مع الأسرى، فلما سمع أصحاب النبي وصيته ؛ كانوا يؤثرونني بطعامهم ، فإذا ما وقعت في يد أحدهم كسرة من خبز إلا نفحني إياها [[ أعطاني إياها ]] ، ويأكل هو التمر . ممكن شخص يسأل هل الخبز أغلى من التمر ؟؟ نعم التمر كان متوفرا عندهم ورخيص ، أما الخبز لا ، لأنه من القمح ، والقمح لا يأتي إلا من الشام في العام مرة واحدة في رحلة الصيف .

(( سبحان الله ! قبل ساعات ضربوا أعناق الكفّار من الآباء والأبناء والأهل والعشيرة ، والآن - بتوجيه النبي - يؤثرونهم على أنفسهم بلقمة وهم كفار أيضاً !!!إنه دين الله ، دين العدل والرحمة ))

عاد - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ، وفي الطريق نزلت عليه سورة الأنفال والتي تناولت الكثير من أحداث غزوة بدر كما تناولت كيفية توزيع الغنائم على المسلمين . وصل المسلمون إلى المدينة وسط أجواء من الفرحة والبهجة عمت المدينة كلها ، وفرح المسلمون فرحا شديدا،

حتى إنّ فرحهم غطى عليهم حزنهم بوفاة {{ رقية }} ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان عمرها {{ ٢٢ عاما }} فقد كانت مريضة ، وهذا الذي منع زوجها عثمان بن عفان – رضي الله عنه - من حضور بدر؛ لأن النبي خلّفه عليها للعناية بها . وتركت ابنا لها هو ( عبد الله ) وكان عمره أربعة أعوام فقط .

يا حبيبي يا رسول الله كم تحمّلت !! في قمة سعادته بالنصر على المشركين في يوم الفرقان ؛ يُصاب - صلى الله عليه وسلم - بفاجعة مصيبة فقدان ابنته ، فالدنيا لم نُخلق لنخلد فيها ، هي عبارة عن مرحلة قصيرة نمر بها ، ثم نتركها ونرحل بعدما نقدم فيها أعمالنا .

يوم القيامة يقول الإنسان : يا ليتني قدمت لحياتي ،{{ لحياتي }} ولم يقل {{ في حياتي }} .... فحياتنا لم تبدأ بعد ، ارجعوا إلى الله ، فاليوم تزرعون وغداً تحصدون .

. . . يتبع بإذن الله

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______