عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-21, 05:45 PM   #440
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (07:12 AM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



عجبًا لأمرك يا زمان،
وعجبًا لأمرنا منك!.
في مسائياتك المعسعسةِ حيث يتخذ
الوصب حلكتك مسكنًا ليستبيح روحًا طاهرة،
ينخر الماضي جدار الذاكرةِ العتق لينقش صورًا
من رمادٍ قد ولت مدبرةً على أوجه الأيام والليالِي..
تتخذ مقعدًا من زفراتٍ متطافرةٍ تهرب كنارٍ يلسع
لهيبها قلبًا جمدته الصدمات.
أنهكتُ من تعلقي بأشياءٍ لم تكن لي يومًا،
لكني استمررت برسم أملٍ شحيحٍ لأجله.
أو لنقُل عدم امتلاكي شجاعةً كافيةً لتقبل الواقع
بمعنى أدق، هو ما دفعني للتشبث بسرابِ أملٍ دَنِف!
إلتحفت كوب قهوتي بكفيَّ وتوجهت نحو الشرفة
على الرغم من برودة الجو،
وعلى الرغم من ذلك كنت عاجزةً عن الإحساس به،
وكأن الجليد الذي يستكين دواخلي ملاذً قد سلب
قدرة حاويتي الجسدية من الشعور..
تحاول صفحة السماء جاهدةً عكس بياض الوجود الطاغي،
لكنها تنتهي بسرقة بضع حبات ثلجٍ صغيرةٍ ليس إلا،
ليبقى السواد هو سيدها والمسيطر.
كل ما يغلف روحي هو الظلام،
ظلامٌ أدعج على الرغم من البياض الطاغي على المكان من حولي،
ولست أفهم كيف له ألا يحاول ولو قليلاً
أن يسلب ما حوله من نقاء،
وكيف له أن يحافظ على وقار سوادهِ بثبات!.
عادت بي الذكريات إلى ذاك اليوم المشؤوم،
وكأنني أستطيع أن أميزه عن بقية أيامي بهذا الوصف،
لكن كان له من الأثر ندوب تشوه روحي
قبل جسدي حتى اللحظة،
وهذا ما يجعله عالقًا في الذاكرةِ لا يُمحى،
يمر شريط ذكرياته ليُعرَض أمامي كل ليله،
فقد تكون كل ساعةٍ مبالغٌ بها بالنسبة لكم،
لذا مامن ضيرٍ في المجاراة.