الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-21, 07:56 AM   #162
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 149 »
السيرة النبوية العطرة (( النبي يستشير الصّحابة في أسرى بدر ))
______
عندما وصل الجيش إلى المدينة المنورة ؛ قام المسلمون بجمع الأسرى في ساحة المسجد النبوي . جلس المسلمون حول النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستشارهم في موضوع الأسرى ، هم سبعون من صناديد قريش ، ولم يكن هناك تشريع يوضح كيفية التعامل مع أسرى الحرب ، فتشاور الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع بعض الصحابة في هذا الأمر قائلا : ماذا تقولون في هؤلاء الأسرى ؟؟ [[ شو رايكم ؟ ]] ، فقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -:

يا رسول الله ، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان ، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية ، لعل الله أن يهديهم بك ، فإن مننت ( عفوت ) فهو خُلقك ، وإن قبِلت الفداء استغنى به الفقراء ، [[ فمن أسر أسيرا فله فداؤه ]] ، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار ، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدا .فكان رأيه فيه جانب الرحمة وجانب القوة ، وقد كانت اختياراته قريبة من اختيارات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

فلما أنهى أبو بكر كلامه ، قال عمر بن الخطاب : والله ما أرى ذلك . [[ يعني عندي رأي ثاني ]] !! يا رسول الله ، هؤلاء أئمة الكفر ، وصناديد قريش كذبوك وآذوك وأخرجوك وقاتلوك ، فإني أرى أن تشرد بهم من وراءهم [[ يعني الفعلة اللي تفعلها فيهم تلقي الرعب في قلوب من وراءهم ]] .

وكان لعمر بن الخطاب ابن عم في الأسرى، فقال للنبي : دعني اضرب عنق ابن عمي فلان ، ثم قل لعمك {{ حمزة }} فليضرب عنق أخيه العباس ، ثم قل لابن أخيك {{ علي }} أن يضرب عنق أخيه عقيل ،حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين . فكان رأي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - شديد الحسم ، ففي رأيه أن يُقتل الأسرى السبعون - على أن يقتل كل قريب قريبه - حتى يُظهِر كل مسلم حُبه لله، وأنه ليس في قلبه ولاء لأي مشرك مهما كان ، حتى وإن كان أقرب الناس إليه ، وهذا أيضا رأي الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه .

فهذان رأيان ، وكلاهما مبني على الحب الكامل لله تعالى ، ولأمر الدعوة والدولة الإسلامية، لكن كلا منهما له طريقته، وكلاهما مختلف تمام الاختلاف عن الآخر؛ فأحدهما يقول : نأخذ الفدية ، والآخر يقول : نقتل الأسرى ، ولقد نزل القرآن بعد ذلك يؤيد رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

وجاء في بعض الروايات أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم – تركهم ودخل إلى بيته ، وغاب عنهم قليلا من الوقت ، ثم خرج فقال : إنما مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم - عليه السلام – إذ قال : {{ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }} . وإنما مثلك يا عمر كمثل نوح عليه السلام إذ قال :

{{ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا }} . فقد شبّه النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجلين بأنبياء من أولي العزم ، ثم قال : أرى أن تقبلوا فيهم الفداء تستعينون به ، ويكن لكم يد في قريش .

وشاع الخبر في قريش بقبول الفداء ، وكان قبول الفداء بنسبة غنى الرجل وفقره ، [[ يعني الأسير الغني ، غير الأسير الفقير ]] ، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن لا يملك لا هذه ولا تلك : ومن لا يجد فداء فليُعلم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة ، ومن كان لا يعرف فهو طليق . . .

مَنَّ عليهم
- صلى الله عليه وسلم - {{ فكان أول من شرع محو الأمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قبل أن تُطالب به حضارات اليوم }} .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم