الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-21, 07:57 AM   #163
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 150 »
السيرة النبوية العطرة (( فداء العباس بن عبد المطلب – رضي الله عنه - ))
______
العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف – رضي الله عنه – هو عمّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولد قبله بسنتين، ويقال إنه أسلم وكتم إسلامه فكان عيناً على المشركين ،

يبعث بأخبارهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد وقف مع النبي في بيعة العقبة الثانية ، إلى جانب خلق العباس وسجاياه التي أحبها الرسول الكريم، فقد كان وَصُولاً للرحم والأهل، لا يضن عليهم بجهد ولا مال، وكان فطناً، وذا مكانة مرموقة في قريش .هاجر قبل الفتح بقليل ، وشهد فتح مكة مع المسلمين ، وشهد غزوة حنين ، وكان ممن ثبت ساعة انهزام المسلمين أول الغزوة ، فكان لصوته الجهوري فضل كبير عندما حض المنهزمين على الثبات .

هو الآن من أسرى بدر ، وكان قد خرج مكرهاً إلى بدر، وقاتل مع المشركين ، والآن يجب أن يدفع الفدية ، فقال للنبي : لقد أُخِذ مني في المعركة 40 أوقية ما بين ذهب وفضة ، ألا تكون فداء لي ؟؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا يا أبا الفضل ، ذلك شيء أنفلنا إياه الله
[[ يعني غنيمة للمسلمين ]] ، فعليك فداء نفسك ، وفداء ابني أخيك : (( نوفل بن الحارث بن عبد المطلب / وعقيل بن أبي طالب أخو علي رضي الله عنه )) .وكان فداء كل رجل {{ 4 آلاف درهم }}

قال : إذن جعلتني أفقر قريش ما حييت ، [[ يعني بس تاخد مني ١٢ ألف درهم ، سأصبح فقيرا ]] ، قال له الرسول : لا يا أبا الفضل ، وأين المال الذي وضعته تحت عتبة الدار ليلة خروجك ؟؟ وأوصيت أم الفضل أن لا تخبر به أحدا؟! وقلت لها : " إن أنا قُتلت ، فهذا يغنيكِ ما حييت أنت وأبناءك ... " ؟ فقال العباس : والذي بعثك بالحق ما علم بهذا الحديث غيرنا ... إلا الله !!

(( يعني معرفتك يا محمد بهذا الأمر دليل نبوّتك )) .

ثم قال العباس : يا رسول الله ، أنت تعلم بأني مؤمن أكتم إيماني ، وما خرجت إلا مُكرهاً ! فقال له النبي : ولكن يا أبا الفضل ، كان سيفك في الظاهرعلينا ، وقد أسرك أصحابنا .
وكان بعض الصحابة من الأنصار قد رقّت قلوبهم للعباس ، فهم يذكرون جيدا موقفه في بيعة العقبة الثانية ، ووقوفه إلى جانب الدعوة ، وتعجّبوا من موقف النبي الآن مع عمّه العباس ، وحاولوا أن يسامحوا العباس من الفدية ؛

لكن بطريقة في غاية اللطف والأدب، فقد كانوا قمة في الأخلاق وفي الإيمان ، حيث قالوا للنبي عليه الصلاة و السلام : يا رسول الله، اسمح لنا ، فلنترك لابن أختنا العباس فداءه ، [[ ابن أختنا !! نعم العباس أبوه عبد المطلب ، شيبة الحمد - تذكرون ذلك - أمه من يثرب من بني النجار، مر معنا بداية السيرة ]] ، ولكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - رفض ذلك تماما ، وأصرعلى أخذ الفداء ، وأعلى قيمة فداء ، وهي 4 آلاف درهم عن كل أسير .

أرأيتم العدل يا أمّة الإسلام ؟أرأيتم كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطبق القانون على الجميع ، حتى لو كان عمّه ؟؟ [[ أنت أسير تدفع الفداء مثلك مثلهم ، ما في عند رسول الله محسوبية ؛ أنا من طرف فلان ، لا يوجد في الإسلام واسطة تقلب بها الحق باطل والباطل حق ، وكل من يتعامل بالواسطة ويظلم غيره فهو آثم ، وسيُحاسب يوم القيامة أشد الحساب ]] .

وفدى العباس نفسه وابني أخيه ، {{ ٤ آلاف و ٤ آلاف و ٤ آلاف }} = ١٢ألف .

قال تعالى : {{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }} . وقد قال بعض المفسرين عن هذه الآية : نزلت تُبشّر العباس - رضي الله عنه – بأنّ الله سيعوّضه خيرا بهذا الفداء ، وهذا ما كان ، حيث بارك الله في تجارة العباس ، وعاد ليكون من أعظم أثرياء قريش .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______