الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-21, 08:01 AM   #166
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:48 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 153 »
السيرة النبوية العطرة (( محاولة قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء فداء الأسرى ))
______
ومن الأحداث التي ترويها كثير من كتب السّيرة هي محاولة قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء فداء الأسرى ؛ فقالوا : كَانَ ((عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الجمحي )) شَيْطَانًا مِنْ شَيَاطِينِ قُرَيْشٍ، وَمِمّنْ كَانَ يُؤْذِي رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابَهُ، [[ أتذكرون ؟ هو الذي جال بفرسه يوم بدر فحزر عدد المسلمين فقال ٣٠٠ ينقصون قليلا ، أو يزيدون قليلا فكانوا ٣١٣ ]]، وقد جلس عمير مع (( صفوان بن أمية ))

بعد هزيمة قريش في بدر ، وكانا حزينين لفقد أحبتهما ، فعُمير" ابْنُهُ وَهْبُ " فِي أُسَارَى بَدْرٍ، وكان أيضا والد صفوان " أمية بن خلف " قد قُتل في المعركة ، فكلاهما يحمل في قلبه الحقد للنبي و للمسلمين . فَقَالَ صَفْوَانُ: وَاَللهِ ما فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُمْ خَيْرٌ ؛ قَالَ لَهُ عُمَيْرٌ: صَدَقَتْ وَاَللهِ، أَمَا وَاَللهِ لَوْلَا دَيْنٌ عَلَيّ لَيْسَ لَهُ عِنْدِي قَضَاءٌ، وَعِيَالٌ أَخْشَى عَلَيْهِمْ الضّيْعَةَ بَعْدِي، لَرَكِبْتُ إلَى مُحَمّدٍ حَتّى أَقْتُلَهُ ،[[ أرأيتم !!! كافر و خايف يموت ولم يسد دينه !! هكذا كانت العرب رغم كفرها معدنهم أصيل ، أما اليوم - نسأل الله العافية – البعض لا يحلو له إلّا أن يأكل مال أخيه المسلم مع أنه يصلي ويصوم !! ]] .
قَالَ : فَاغْتَنَمَهَا صَفْوَانُ وَقَالَ: عَلَيّ دَيْنُك، أَنَا أَقْضِيهِ عَنْك، وَعِيَالُك مَعَ عِيَالِي أُوَاسِيهِمْ مَا بَقُوا، لَا يَسَعُنِي شَيْءٌ وَيَعْجِزُ عَنْهُمْ، [[ يعني أولادك طول ما فيهم واحد عايش نفقته علي ]]

فَقَالَ لَهُ عُمَيْرٌ: فاكتم شأني وشأنك؛ قال: أفعل .

[[ هم كفار وسفهاء وكانوا يستعينون على قضاء حوائجهم بالكتمان ، ديننا يحثّنا على قضاء الحوائج بالكتمان ؛ ولكن البعض منّا ما بحب غير ينشر خصوصياته على الفيس بوك !!! ]]. قَالَ : ثُمّ أَمَرَ عُمَيْرٌ بِسَيْفِهِ، فَشُحِذَ لَهُ وَسُمّ، ثُمّ انْطَلَقَ حَتّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ؛ فَبَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ فِي نَفَرٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ؛ إذْ نَظَرَ إلَى عُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ حِينَ أَنَاخَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مُتَوَشّحًا السّيْف، فقال : هذا عدوّ الله عميربن وَهْبٍ، وَاَللهِ مَا جَاءَ إلّا لِشَرّ، وَهُوَ الّذِي حَرّشَ بَيْنَنَا، وَحَزَرْنَا لِلْقَوْمِ يَوْمَ بَدْرٍ. ثُمّ دَخَلَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا نَبِيّ اللهِ، هذا عدوّ الله عمير بن وهب قد جاء متوشّحا سيفه؛

قَالَ: فَأَدْخَلَهُ عَلَيّ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عُمَرُ حَتّى أَخَذَ بِحِمَالَةِ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ فَلَبّبَهُ بِهَا، وَقَالَ لِرِجَالٍ مِمّنْ كَانُوا مَعَهُ مِنْ الْأَنْصَارِ: اُدْخُلُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاجْلِسُوا عِنْدَهُ، وَاحْذَرُوا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الْخَبِيثِ، فَإِنّهُ غَيْرُ مَأْمُونٍ؛ ثُمّ دَخَلَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وَعُمَرُ آخِذٌ بِحِمَالَةِ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ، قَالَ: أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ، اُدْنُ يَا عُمَيْرُ؛ فَدَنَا ثُمّ قَالَ:

انْعَمُوا صَبَاحًا، وَكَانَتْ تَحِيّةُ أَهْلِ الْجَاهِلِيّةِ بَيْنَهُمْ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : قَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ بِتَحِيّةِ خَيْرٍ مِنْ تَحِيّتِك يَا عُمَيْرُ، وهي السّلَامِ - تَحِيّةُ أَهْلِ الْجَنّةِ – فَقَالَ : أَمَا وَاَللهِ يَا مُحَمّدُ إنْ كُنْتُ بِهَا لَحَدِيثُ عَهْدٍ؛ قَالَ : فَمَا جَاءَ بِك يَا عُمَيْرُ؟ قَالَ : جِئْت لِهَذَا الْأَسِيرِ الّذِي فِي أَيْدِيكُمْ فَأَحْسِنُوا فِيهِ ( يقصد ابنه ). قَالَ : فَمَا بَالُ السّيْفِ فِي عُنُقِك؟ قَالَ: قَبّحَهَا اللهُ مِنْ سُيُوفٍ، وَهَلْ أَغْنَتْ عَنّا شَيْئًا؟ [[ أي في غزوة بدر ]] قَالَ: اُصْدُقْنِي، مَا الّذِي جِئْتَ لَهُ؟ قَالَ : مَا جِئْتُ إلّا لِذَلِك.

فقَالَ – صلى الله عليه وسلم - : بَلْ قَعَدْتَ أَنْتَ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيّةَ فِي الْحِجْرِ، فَذَكَرْتُمَا أَصْحَابَ الْقَلِيبِ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمّ قُلْت: لَوْلَا دَيْنٌ عَلَيّ وَعِيَالٌ عِنْدِي لَخَرَجْتُ حَتّى أَقْتُلَ مُحَمّدًا، فَتَحَمّلَ لَك صَفْوَانُ بِدَيْنِك وَعِيَالِك، عَلَى أَنْ تَقْتُلَنِي لَهُ، وَاَللهُ حَائِلٌ بَيْنَك وَبَيْنَ ذَلِكَ .

قَالَ عُمَيْرٌ: أَشْهَدُ أَنّك رَسُولُ الله، وقد كُنّا يَا رَسُولَ اللهِ نُكَذّبُك بِمَا كُنْت تَأْتِينَا بِهِ مِنْ خَبَرِ السّمَاءِ، وَمَا يَنْزِلُ عَلَيْك مِنْ الْوَحْيِ، وَهَذَا أَمْرٌ لَمْ يَحْضُرْهُ إلا أنا وصفوان، فو الله إنّي لَأَعْلَمُ مَا أَتَاك بِهِ إلّا اللهُ، فَالْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ، وَسَاقَنِي هَذَا الْمَسَاقَ، ثُمّ شَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : فَقّهُوا أَخَاكُمْ في دينه ،

وأطلقوا له أسيره، ففعلوا. وكان صفوان ابن أُمَيّةَ حِينَ خَرَجَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ، يَقُولُ: أَبْشِرُوا بِوَقْعَةٍ تَأْتِيكُمْ الْآنَ فِي أَيّامٍ، تُنْسِيكُمْ وَقْعَةَ بَدْرٍ، وَكَانَ صَفْوَانُ يَسْأَلُ عَنْهُ الرّكْبَانَ، حَتّى قَدِمَ رَاكِبٌ فَأَخْبَرَهُ عَنْ إسْلَامِهِ، فَحَلَفَ أَنْ لَا يُكَلّمَهُ أَبَدًا، وَلَا يَنْفَعَهُ بِنَفْعِ أَبَدًا. واستمر عُمير يدعو الناس إلى الإسلام ؛ فسُبحان مُقلّب القلوب !
_______

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم