الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-21, 08:44 AM   #167
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 154 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني قينقاع ))
______
أصبح للدولة الإسلامية بعد غزوة بدر هيبة كبيرة في قلوب العرب ، فقريش التي هزمها المسلمون {{هي واحدة من أكبر قبائل الجزيرة العربية }} ، كما أنّ الغزوة رفعت جداً من الروح المعنوية للمسلمين ، سواء الذين شاركوا في المعركة أم لم يشاركوا .
ولكنّ آثار هذا النصر الذي فرح به المسلمون انعكس على غيرهم ألماً وغمة وقهرا ، أتعرفون من ؟ نعم . إنهم اليهود ، فهم يشغلون العالم في الماضي و في الحاضر، وشغلهم الشاغل هو العداء للإسلام و المسلمين . أتذكرون عندما قلنا إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد جعل بينه و بينهم عهد عند دخوله المدينة ، وهم ( بني قينقاع و بني النضير و بني قريظة ) ،

ولكن [[ عهود ويهود ضدان لا يجتمعان أبداً بداً ، منذ أن خلقهم الله إلى أن تقوم الساعة ]]، أتذكرون أيضا قول " حيي بن أخطب سيّد يهود بني النضير" لأخيه ياسرعندما سأله أخوه عند وصول نبيّنا إلى المدينة : أهو النبي محمد الذي صفاته في كتابنا ؟؟ قال : أجل هو، وربِ موسى إنه هو، وإني أعرف أنه نبي أكثر من معرفتي بابنتي هذه ، ولكني سأعاديه ما حييت !!



وماهي إلا أول فرصة ، حتى كُشف النقاب عن حقيقة يهود بني قينقاع ، فلم يستطيعوا كتم كرههم لنصر المؤمنين في بدر، وهزيمة المشركين ، فأخذوا ينالون من المسلمين بألسنتهم ، ويحاولون أن يوقعوا الفتنة بينهم ، ومثال ذلك ما قام به اليهودي " شاس بن قيس " عندما جلس بين الصحابة من الأوس و الخزرج وهم يتبادلون أطراف الحديث بكل محبة وود ، فذكّرهم بحرب كانت بينهم {{ يوم بعاث }} ، فأشعل الفتنة بينهم حتى ثاروا إلى السلاح ، وكادوا يقتتلون لولا تدخل النبي - صلى الله عليه وسلم بينهم – حيث قال لهم غاضبا : أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به وقطع عنكم أمر الجاهلية ؟؟!!

فألقوا السلاح ، وبكوا ، وعانق بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس . ونزل قوله تعالى :

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " .
أدرك النبي القائد أن اليهود يريدون غدرا ، فهو قائد المسلمين ، ويجب على القائد حل المشاكل التي تصيب شعبه قبل أن تتفاقم ، واحتار في أمرهم لأن بينه وبينهم عهود ، وهو خيرمن وفىَّ بعهد ، والمدينة المنورة الآن في أمس الحاجة للاستقرار الداخلي ، فأنزل الله عليه آيات تزيل عنه هذه الحيرة قال تعالى :

{{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ }} . [[ قلق مش مرتاح ، يرسلون رسائل إنهم هم مش ملتزمين بالعهد ، شغلة بسيطة ]] اجمعهم ، وانبذ إليهم عهدهم علناً أمام الجميع بعد أن تحاججهم ، وأعلمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم ، بما كان منهم من ظهور أمارات الغدر والخيانة منهم ، حتى تصير أنت وهم على سواء في العلم بأنك لهم محارب ، فيأخذوا للحرب آلتها ، وتبرأ من الغدر.

أرسل - صلى الله عليه وسلم - إلى سادتهم ، واجتمع بهم في سوقهم ، وكانت قينقاع تسكن وسط المدينة ، وهم أشجع يهود

[[ يعني رجال حرب ]] وأكثرهم عددا وعدة ، وأكثرهم ملكاً للمال ؛ فقد كانوا يملكون سوق الذهب في المدينة المنورة ، أما بني النضير و بني قريظة فيسكنون في أطراف المدينة . وبعد أن سلم عليهم وحياهم بأدب واحترام – صلى الله عليه وسلم - ذكر لهم إساءة بعضهم للمسلمين و تأسفهم على قتلى قريش في بدر، وهذا ليس العهد الذي بيننا وبينكم ، فقالوا له بلسان فظ وسوء أدب : يا محمد ، أرأيتنا مثل قومك ؟!! [[ يعني بتفكرنا مثل قريش ؟؟ ]] والله لإن حاربناك ، لتعلمنّ أنّا نحن أهل السلاح و العدة – إشارة إلى إمكانية محاربة المسلمين ، فأنزل الله على نبيه :

{{ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ }} .

فقاموا من مجلسه وتركوه يتكلم !!هل رأيتم أخلاق المغضوب عليهم ؟؟ [[ بمعنى أننا لا نسمع لك ، والعداء قائم بيننا وبينك ]] .

وكان هذا الاجتماع في شوال بعد غزوة بدر التي كانت في رمضان ، فحذر النبي المسلمين منهم ، وأمرهم أن يأخذوا حذرهم من بني قينقاع .
. . . و تأتي امرأة مسلمة بلباسها المحتشم إلى سوق الصاغ


ة في بني قينقاع تريد أن تبيع أو تشتري، فأخذوا يسخرون منها، وقام الصائغ بغفلة منها فشكل ثوبها [[ لان لباس المرأة العربية قديما له أطراف وثنيات كثيرة ، شكل ثوبها من الذيل بين كتفيها ]] حتى إذا ما قامت انكشفت عورتها وضحكوا منها ، فسدلت ثوبها وصاحت تستغيث . . . سمعها رجل مسلم من الأنصار ، فانقض بسيفه على الصائغ فقسمه نصفين

[[ هؤلاء هم الرجال . . . ]] ، وتجمع اليهود وتكاثروا على المسلم وقتلوه .
وصل الخبر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ قراراً سريعاً وحاسماً، وهو ضرورة قتال يهود بني قينُقاع [[ الرد عملي ، ليس شجب و استنكار !! ]] فنادى في المسلمين لحصار يهود ، فتحصنوا في حصونهم ،

{{ لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ }} ، هم جُبناء دائما . واستمر هذا الحصار أسبوعين دون مدد لا بماء ولا طعام ، فاستسلموا ، وكانت شروط الاستسلام هي أن ينزلوا على حكم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكان قرار النبي هو قتل جميع الرجال المحاربين ؛ ليس عقابا فقط على هتك عرض المرأة المسلمة وقتل الرجل المسلم ، ولكن لأنهم أيضا نقضوا العهد ، وأيضا كرههم للمسلمين لن يتوقف . وسرعان ما تدخّل زعيم المنافقين

{{ عبدالله بن أبي سلول }} وبعد أن ترجّى النبي كثيرا في أمرهم ، أرسل – صلى الله عليه وسلم – إلى بني قينقاع عبادة بن الصامت أن انزلوا على حكم رسول الله خير لكم ، تخرجون من المدينة بأنفسكم فقط دون مال ولا سلاح ، فخرجوا إلى أذرع في جنوب سوريا ، وغنم المسلمون أموالهم وسلاحهم في المدينة .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم