الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-21, 08:03 AM   #168
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 155 »
السيرة النبوية العطرة (( زواج علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنهما / ج1 ))
______
ولد عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه – قبل البعثة، وتربى في بيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وهو أول من أسلم من الصّبيان ، و هو من المبشّرين بالجنة . وصفه أهل السّير بأنه أسمر اللون، حَسَنَ الْوَجْهِ، ضَحُوكَ السِّنِّ، غزير العلم، زاهداً ورعاً متواضعاً شجاعاً، فهو البطل إذا عُدّ الأبطال، وهو الشجاع المِقدام، والبطل الهُمام ، وقد رأينا كيف اعتمد عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – ليلة الهجرة ؛ اشتهر بالفروسية والشجاعة و التضحية والإقدام ، وكان اللواء بيد علي - رضي الله عنه - في أكثر المشاهد، ففي غزوة خيبر قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - :


((لأعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَداً رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)) فكان علي - رضي الله عنه - هو المقصود ، وفُتِحَت خيبر على يديه. وكان له أيضا دورٌ بارزٌ في غزوة بدر كما رأينا ؛ فقد كان أحد الثلاثة الذين بدأوا المعركة بالمبارزة، وقد بارز الوليد بن عتبة بن ربيعة، وقتله . (( وننبه هُنا إلى أن بعضا مما يُنقل عن أمير المؤمنين علي ـ رضي الله عنه ـ لا يثبت ، ومنه ما لا يليق بحقه، وذلك بسبب التزوير و الأهواء و الاتّجاهات الشخصية عند من يكتبون ، لذلك عليكم التحقق دائما مما يصلكم عنه وعن آل بيته الكرام )) . نحن الآن في السنة الثانية للهجرة ويبلغ علي بن أبي طالب قرابة الثانية والعشرين من العمر .

أمّا فاطمة بنت الرسول – صلى الله عليه وسلم – فقد ولدت كما جاء معنا أثناء تجديد بناء الكعبة ، و قبل نزول الوحي على رسول الله ، وهي أصغر بنات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، معروفة بالصدق الشديد ، وكانت - رضي الله عنها - شديدة الحياء ، [[ لدرجة أنها كانت تخشى أن يصفها الكفن بعد الموت، فطلبت أن يوضع جثمانها بعد موتها في نعش ]] ، وهي من خير نساء العالمين لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

{{ خيرُ نساءِ العالمينَ أربعٌ : مريمُ بنتُ عمرانَ ، وآسيةُ بنتُ مزاحمٍ امرأةُ فرعونَ ، وخديجةُ بنتُ خويلدٍ ، وفاطمةُ بنتُ محمدٍ }} . ومن صفاتها - رضي الله عنها - أنّها كثيرة الخير، قنوعة، صابرة، شاكرة لله، وقد بشّرها الرسول بأنّها سيّدة نساء المؤمنين، حيث قال لها عند وفاته : " . . . يا فَاطِمَةُ، ألَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هذِه الأُمَّةِ ؟ " .

وكانت شديدة الرعاية للرسول - صلى الله عليه وسلم - والسهر لخدمته وكأنها أمه ، وكانت تشبه في مشيتها مشية والدها عليه أفضل الصلاة و أتمّ التسليم . ونحن الآن في بداية السنة الثانية من الهجرة ، فهي الآن في الثامنة عشرة من العمر تقريبا .

وفي هذه السنة - الثانية للهجرة - تم الزواج المبارك بين علي و فاطمة - رضي الله عنهما – وهذا الزواج يقدم نموذجا ومثالا رائعا، ويعطي رسالة يُحتذى بها في وقتنا الحاضر لكيفية تعامل الأب عند تقدم شاب لخطبة ابنته خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الشباب هذه الأيام ، و أيضا فيه دروس في كيفية تعامل الأب في إقامة المحبة و الألفة بين ابنته و زوجها .

قصة خِطبة وزواج علي من فاطمة - رضي الله عنهما - كما ذَكرَت بعض كتب السِّيَر والتراجم
ورد أنّهم قالوا لعلي : ما يمنعك أن تأتي رسول الله فيزوجك من فاطمة ؟
[[ وكان قد تقدم لخطبتها الكثير ؛ لكن النبي لم يوافق ]] فقال لهم : أوعندي شيء أتزوج به ؟ [[ يظن أن مهرها سيكون مرتفعا ، وهو فقير ]]

فقالوا: إنك إن جئتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – زوّجك . فقال علي : فلما أن قعدت بين يدي نبي الله أُفْحِمْتُ، فوالله ما استطعت أن أتكلم جلالة وهيبة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما جاء بك يا علي ؟ ألك حاجة؟ [[ جاي قاعد وساكت شو بدك ]] ؟؟ فسكت علي . فقال له - عليه الصلاة و السلام - : لعلك جئت تخطب فاطمة ؟ فقلت: نعم، فقال: وهل عندك من شيء تستحلها به؟
فقلت: لا والله يا رسول الله! فقال: فأين دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّة ؟ [[ طلعله من الغنائم في بدر درع ]] قلت: فوالذي نفس علي بيده إنها لحُطَمِيَّة ( نسبة إلى صانعيها ) ما قيمتها أربعة دراهم ! فقال: قد زوجتكها . وكانت هذه الدرع صداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأما جهاز وأثاث زواجهما فعن علي - رضي الله عنه - قال: (جهَّز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة في خميل (قماش مخمل نسميه لحاف)، وقِرْبة ( هي ما يُتّخذ للسقاء )، ووسادة أدم (جلد ، ونسميه جاعد ) " الوسادة :

هُوَ مَا يتوسد عَلَيْهِ عِنْد النّوم ، وَيجْعَل عَلَيْهِ الرَّأْس " حشوها إذخر ( وهو نبات رائحته طيبة) ، وفي رواية أخرى : ( وأمرهم أن يجهزوها، فجعل لها سريراً مشرطاً بالشرط، ووسادة من أدم حشوها ليف ( هُو

َ مَا يخرج من أصُول سعف النّخل يحشى بهَا الوسائد).

أرأيتم أيها الآباء و الأمهات !!هذا كل ما جاء عن مهر وجهاز فاطمة بنت رسول الله !! بهذه البساطة تم تجهيز العروس ، وأي عروس ؟ هي بنت رسول الله " أعظم إنسان في تاريخ البشرية " ، والذي تسقط عنده كل الألقاب و الطبقات و المسمّيات الزائفة . علي - رضي الله عنه - كان فقير الحال ، متواضع الجمال ، وكان باستطاعته – صلى الله عليه و سلم - أن يزوج ابنته لرجل غني و وسيم (( كما يبحث البعض في عصرنا )) ؛ لكنّ هذا الزواج درس لنا جميعا في الوقوف إلى جانب شباب و شابات هذا الجيل ،[[ فالسيرة للتأسي لا للتسلي ]] وهي ليست قصصا تُروى فقط ؛ ولكنها منهج يُقتدى به .

فأين هذا الزواج من زواجنا اليوم أيها الآباء و الأمهات ؟!! كم في بيوتكم من العوانس ؟؟!! كم عندكم شباب عاجزون عن الزواج ؟؟ وكم هناك من شباب و شابات وقعوا في الزنا ودروب الفتن ؟؟ ما سبب ذلك كله؟؟ بالتأكيد فإن السبب الرئيس هو المغالاة في المهور .

[[ قال ايش ... مثلها مثل الناس !! ]] لماذا لا تكونون في ذلك مثل بنت خير الناس - صلى الله عليه وسلم - ؟؟ لماذا لا نخفّف على بعضنا ؟؟ و تأكدوا تماما [[ مثل ما تُطلب لبنتك سيُطلب من ابنك ، واللي بتطلبه مهر لبنتك اليوم استعد لدفعه مهر لزوجة ابنك بكرة ]] ،

فأعظم النساء بركة أيسرهن صداقا كما جاء في الحديث النبوي . ونصيحة أخرى للشباب والشابات و أهلهم : لا تبحثوا في الزواج إلا عن الدّين والأخلاق ، اسمعوا قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) . وقوله أيضا : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم