الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-21, 08:04 AM   #169
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 156 »
السيرة النبوية العطرة (( زواج علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنهما / ج2 ))
______
. . . و تم الإيجاب و القبول ، و دُفع المهر ، وبذلك تم عقد الزواج ، ثمّ قال - صلى الله عليه وسلم - : يا علِيُّ إِنَّه لا بد للعروسِ من وليمةٍ ، فقال سعد : عندِي كبشٌ ،وجمعَ لَهُ رهطٌ من الأنصارِأصوُعًا من ذُرَةٍ ، فلما كانتْ ليلَةُ البناءِ ، قال عليه الصلاة و السلام لعلي : لا تُحْدِثْ شيئًا حتى تلقانِي ، فدعا رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - بماءٍ فتوضَّأَ فيه ، ثُمَّ أفرغَهُ على علِيٍّ ، وقال : اللهم بارِكْ فيهما ، وبارِكْ لهما في بنائِهِما .

مضى زواج علي من فاطمة وهنا لا بد أن يكون بين الزوجين ، أي زوجين في الدنيا شيء من الخلاف خاصة في بداية الزواج ، فإن الناس خلقهم الله بطباع وأمزجة وعقول ، تتفق أحيانا وتختلف أحياناً ، {{ وإن كانت العروس فاطمة بنت محمد ، وإن كان الزوج علي بن ابي طالب }} .

يُروى أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - زار ابنته فاطمة في بيتها يوماً ، فلما رأى فاطمة علم أن هناك خلاف بينها وبين علي ، فقال لفاطمة : أين ابن عمك ؟؟ قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني وخرج ، فلم يُقِل عندي .[[ يعني تزاعلت معه ، وخرج ولم يقِل ، أي لم ينم القيلولة في وسط النهار عندي ]] ، فخرج - صلى الله عليه وسلم - وقال لأحد أصحابه : انظر أين هو علي ؟ فجاءه قائلا : يا رسول الله ، هو في المسجد [[ نايم ]] ،

فجاء إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقِّه [[ أي جانبه ]] فأصابه التراب [[ لأن أرضية المسجد النبوي من تراب ]] ، فجلس عليه الصلاة و السلام بجانبه ، وأخذ يمسح التراب عنه وهو يقول لعلي : " قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ" ، فنظر علي فإذا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فوق رأسه يبتسم في وجهه ، ثم تركه النبي ومضى . ففهم الرسالة علي وانطلق ودخل إلى بيته ، وتصالح مع فاطمة .

[[ ما أجملها من رسالة !! مسح عنه التراب !! أنت يا علي زوج ابنتي وتعتبر بمنزلة ولدي ، خلص بيكفي زعل ،، قم يا أبا تراب ؛ يمازحه - صلى الله عليه وسلم - ليرجع إلى بيته ]] .

ورُوي أنّ عليا – رضي الله عنه – كان يقول : ما كانَ لِي اسْمٌ أحَبَّ إلَيّ مِن أبِي تُرَابٍ، وإنْه كانَ يَفْرَحُ إذا دُعي به .

تأمّلوا معي يا إخوتي كيف يُعالج الأب مشاكل ابنته مع زوجها !! إنها الحكمة و التروّي و البعد عن الغضب ، لاحظوا معي أن النبي لم يدخل في دائرة سبب الخلاف بينهما ، حتى لا تتّسع ؛ [[ أنا حكيتلو ، هو حكالي ، ... ]] ،

و أيضا فاطمة – رضي الله عنها – كتمت سرّ بيتها [[ وما عملت قصة كبيرة وصياح و بكاء، لتستميل قلب أهلها و تقسّي قلوبهم على زوجها كما تفعل بعض النساء ]] ، ففي نهاية المطاف يجب أن ترجع الأمور إلى نصابها ، ومن الحكمة أن الأب يتعامل مع زوج ابنته ، بلطف وإحسان ، وعدم المعاتبة مما يجعل زوج البنت يخجل من عمه لأنه يحبه ويحترمه ويشعر أنه بمقام والده .

وفي رجوع علي – رضي الله عنه – إلى بيته مباشرة وعدم استمرار الغضب و الزعل تصرف رجولي ، هكذا هم الصحابة – رجال في كل موقف – [[ ما ركب راسه مثل بعض الأزواج اليوم ويقول : ما برجع إلها غير تيجي هي و أهلها أذلاء عند قدمي !! ]] ، فالرجولة أن تحفظ بيتك و أولادك من الضياع ، وما حالات الطلاق الكثيرة اليوم، و تشتت الأبناء و البنات إلا من وراء العناد و قسوة القلوب من الزوجين و الأهل .

هذا هو الهدي النبوي في التعامل مع المشاكل الأسريّة ، وهكذا كانت علاقة النبي - صلى الله عليه وسلم - ببناته وأزواجهن ،علاقة قائمة على الحب و الحنان والاهتمام والمودة ، و زيارتهن ، والاطمئنان عليهنّ وعلى أزواجهنّ ، دون التدخل في أسرار بيوتهنّ .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم