عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-21, 08:45 AM   #73
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:21 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة مثواكم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة .....



نقطة تحوّل في حياة الشيخ محمد أمين متولي الشعراوي رحمه الله .
من شاب يريد ان يصبح مزارعا الى عالم جليل .
دعا له والده بهذه الكلمات
((أسأل الله أن ينفعك بهذه الكتب يا ولدي متولي..وأن يفتح عليك فتوح العارفين)) ....

يروي لنا فضيلة الشيخ الشعراوي ويقول :
كان حلمي في الحياة أن أصبح مزارعاً..
وكان حلم أبي أن أصبح شيخاً وعالماً....

ويستمر الشدّ والجذب بيني وبين والدي طوال فترتي الدراسيه الابتدائيه والمتوسطة والثانوية ..هو يريد شيئاًوأنا أريد شيئاً

وكنتُ أتعمّد أن أثقل بالمصاريف على والدي لكي أوصله لمرحله أن يقول لي خلاص يابني أصبحت عاجزاً أن أدفع مصاريف دراستك ..لأنها كثيره جداً..
يقول الشيخ الشعراوي فلم تفلح جميع خططي مع أبي أبداً فكان كل مرة يعطيني مصاريف الدراسه ولا يتذمر أبداً من المبالغ التي أطلبها.

وكان يقول لي فقط يابني عاوزك تبقى في المستقبل شيخاً عالماً في الدين ..ولا يهمّني أيّ شيء غيره ..
يقول الشعراوي احترت في أمري كيف أقنع أبي أنني لا أرغب في متابعة الدراسة ..!!
فلجأت لخطّة قد وضعتها بعد طول تفكير ..
..فحينما وصلت للسنة الثالثة في الجامعه قلت لأبي اتفضّل اشترِ لي كتب الدراسه الجامعيه

..وجاء والدي من الصعيد لعندي إلى القاهرة مكان سكني ..
..وذهبت أنا ووالدي للمكتبة وقلت للبائع وأنا أنظر في المجلدات والمصنفات والكتب الضخمة على الرفوف عنده قلت له هذه الكتب الضخمة من يقرأ بها ياسيدي ??..

فأجابني يقرأ بها أشياخك والعلماء الواصلين لمراحل متقدمة في الدراسة والمعيدين، والمقررين ..
هذه كتب ياولدي لا يستطيع فهمها واستيعاب علومها الطلاب الجدد
لأنها أكبر من مستواهم التعليمي بكثير ..

فقال له الشعراوي لامشكلة
أعطني من أغلى وأنفس الكتب ثمناً عندك في المكتبة ولا يهمّ لأي مرحلة ولا يهمّ السعر أبداً
..فدُهِش البائع من هذاالكلام وقال للشعراوي متعجّباً من طلبه
يابني ماذا تقول???

..فأجابه الشعراوي وقال له ياسيدي أنت تضع الكتب هنا في المكتبة أوليس من أجل أن تبيعها ..??

فأجابه البائع أجل بالتأكيد ياولدي .
قال له : خلاص وأنا هنا زبون جئت لأشتري ..فأعطني ما أطلبه من الكتب .أرجوك.
وأخذ البائع يجمع في الكتب والمعاجم والموسوعات والمجموعات ..
والأب ينظر ويبتسم ..

يقول الشعراوي قام والدي بدفع ثمن الكتب 250جنيهاً مصرياً ..
وقام والدي بطلب عربة لنقل الكتب الكثيره إلى منزلي الذي أسكنني فيه أبي في القاهرة ..
وقام والدي بالسهر في تلك الليلة للصباح وهو يقوم بتجليد تلك الكتب الكثيرة وتوضيبها ..ووضعها على الرفوف ..
وعند الصباح .قال لي يا ولدي أنا سأعود لبلدنا في الصعيد .
فتعال ورافقني إلى محطة القطار .

وبالفعل رافقت والدي إلى محطة القطار ..
وإذا بوالدي قبل أن يصعد في القطار اقترب مني وهمس في أذني مبتسماً : وقال لي أرجوك ياولدي متولي ..
لاتقل في المستقبل بأن والدك كان عبيطاً ...
أنا أعرف كم ثمن الكتب التي هي مقررة لك في هذه السنةالدراسية ..
(ثمنهم 30قرشاً فقط ) .
ولكنني يا بني
((سأدعو لك ربي :أن ينفعك بهذه الكتب وأن يفتح عليك فتوح العارفين وأن تنتفع بها ...))
يقول الشعراوي ..

جاءني كلام والدي كالصاعقة على قلبي ..وتغيّرتْ نظرتي لكل الأمور وقلت في نفسي والله لن أَكَلّ ولن أمَلّ حتى أحقّق رغبة والدي بأن أصبح عالماً في أمور الدين الإسلامي..
ومن حينها عدت للبيت ووضعت نصب عيني كلام والدي لا يفارقني في كل لحظة .
وانكببت على دراسة تلك الكتب والمجلدات والمصنفات
وكنت أسهر الليالي الطوال ليلاً نهاراً ولا أدّخر جهداً في قراءة كتب هي من أكبر الكتب وأنقحها وأعظمها في الدين الإسلامي ...

وبعد فترة ذهبت للصعيد وفي منزلنا اجتمع كبار المشايخ من القريه في منزل والدي جاؤوا لزيارة والدي ..
وحينما شاهدوني وأنا أدخل عليهم أخذوا يبتسمون في وجهي ويقولون لي...
يامتولي قل لنا ماذا فعلت بالكتب الكثيرة التي جعلتَ أباك يشتريها لك وهي كتب ليست مقرره لك وأكبر من مستواك وفهمك ...
هل بعتها يامتولي وتصرفت بثمنها !!!
...فابتسمت وأجبتهم ياسادتي لماذا أبيعها ???

وأنا كنت قد طلبت من والدي أن يشتريها لي ...
لا ياسادتي أنا لم أبِعْها
أنا قرأتها وتعلمت منها واستفدت منها كثيرآ والحمد لله ختمتها ..
فإن أحببتم اختباري فتفضّلوا اسألوني عن أيّ كتاب يخطر ببالكم لأريكم أنني فعلاً استفدت من تلك الكتب التي اشتراها لي والدي .
...وتفاجأ الجميع وانبهروا عندما قمت بالإجابة عن جميع ما سألوني إياه فيما يتعلق بتلك الكتب

وقام والدي واحتضنني ودمعت عيناه ..
وهمستُ بأذن والدي قائلاً له الحمد لله يا والدي هذا كله ببركة دعائك لي في محطة القطار ..

حينما قلت لي ..أسأل الله أن ينفعك بهذه الكتب يابني متولي وأن يفتح عليك فتوح العارفين ...
والحمد لله أن الله استجاب دعاءك يا والدي ..

تابعونا
لنا لقاء آخر ان شاء الله