عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-21, 08:12 PM   #451
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (05:01 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



في هذه الساعه المتأخرة من الليل ..
دعني أُوجه حديثي إليك يا جدّي،
حتى و أن لم تكُن تسمعني.
دعني أكتب كلماتي هذه برغم معرفتي أنك لن تقرأها !.
كنت ذات يوم أضحك والفرح يحلق بي في سماء صافية،
ليس بها أي غيوم ،
كنت حقًا سعيدة بتلك اللحظات،
كنت أغلق عيناي وأشعر بالسعادة في قلبي،
كنت أحلق أعلى من تلك الطيور،
حتى أرتطمت ووقِعت !.
لأعلم ما الذي أرتطمت به لانني أغلقت عيناي،
لكنني عندما سقطتُ بالأرض وفتحت عيناي،
إذ بهم يأخذونك بعيدًا ...
أنهم يحملونك بين أيديهم ويضعونك بتلك الحفرة !.
أتساءل لما يأخذونك باكرًا !
وكيف يضعونك ويرمون فوقك التراب !
كيف سيذهبون بعيدًا عنك !
كيف سيكملون يومهم وشهرهم وعمرهم وأنت هناك وحدك !
تساءلتُ كثيرًا ..
ولكن لا مجيب لتلك التساؤلات.
فالموت لا يستأذن أحدًا.
أحقًا هو ذلك الذي يدعى الموت هو من أخذك من بيننا !
لما لم يدع لنا فرصة لتوديعك ؟
لِمَ يمنحنا بعض الوقت حتى نٌقبل يديك،
حتى نستمع إلى ضحكتك،
حتى نرى إبتسامتك !
أتعلم أن ذلك الإرتطام أوجعني حقًا !
فقد ترك ندبة بقلبي،
لم تذهب منذُ ذلك الوقت،
ندبة ترجعني لذلك الموقف،
ترمي بي في شعور الفقد من جديد،
تاريخ ذلك اليوم لا يزال عالقًا في ذاكرتي،
أحداثه وأصواتهم وأشكالهم، دموعهم، وأنينهم.
أعلم أنني كٌنت في سنٍ صغير،
ولكنني حقًا كنت أشعر بِضعف ماقد يشعرون به.
فقد كٌنتَ لي فرحة وسعادة،
كنت لي أحد أبواب النعيم،
ولكنك قد تركتني في وقت باكر جدًا،
لم نقضي وقتًا كثيرًا،
لم تراني وأنا أتخرج وأنا أُكمل مسيرتي،
لم تُكافئني على إجتهادي،
لم تدعوا لي بمزيد من النجاح والتفوق.
لم يحدث الكثير لأنك رحلت وتركتني ..
وها أنا كذلك أكتب لك كلماتي التي لن تقرأها.