الموضوع: أبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-21, 11:45 PM   #1
عبدالله همام

الصورة الرمزية عبدالله همام

آخر زيارة »  يوم أمس (10:50 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي أبي



أبي
عندما أتحدث عن أبي لا أجد مساحة كبيرة لاتحدث،
لأنني لم أتمتع بالجلوس معه إلا قليلا،
فقد كان القدر اسرع إليه مما أتخيل،
مات ابي وانا لا أتجاوز الحادية عشر من العمر
لكني أملك من المشاعر ما يكفي لحمل الجبال اتجاهه،
ما زالت كل كلمه قالها لي أتذكرها و أسمعها متى سمعت إسمه،
كيف لي أن أنسى جلوسي بجانبه وحديثه لي عن قصص الانبياء والصحابة،
كيف أنساه ولا زلت أتذكره وهو يتحدث معي يريد مني أن أمسك بيده للذهاب إلى المسجد فقد كان شيخاً كبيراً وقد ضعف بصره وكنت قائده في المسير،
وإن كنت انسى فلن انسى طلبه مني خلال الطريق بالدعاء له بعد موته،
كيف انسى مسحه لرأس صديقي اليتيم وإعطائه شيء يطيب به خاطره،
اتذكر الكثير رغم السنوات القليلة التي عشتها معه،
اتذكر ابتسامته وضحكته وممازحته،
مضت تلك الأيام وأتت آخر أيامه كيف سأتحدث عنها وكيف سأسطرها…
عن ماذا اقول عن وجعه وألمه أو عن أخر يوم له؟!
أنا لم اكن بجانبه في تلك اللحظة ولكن أخي في طريقه إليه للمشفى وعند وصوله وجده يرفع سبابته متشهدا لتكون هذه أخر حركاته في الدنيا ليلتحق بعدها بالرفيق الأعلى،
ثم جاء الألم بما فيه نظرة الوداع إليه،
كيف أوصف وماذا اتذكر؟
دخلت لأنظر النظرة الاخيرة له اخر لقاء لنا بالدنيا،
لمحته لكن اخرجوني من الغرفة كانت الأصوات تتعالى من حولي تقول:
اخرجوا الطفل، وياليتهم تركوني لاحضن والدي،
لانام لحظات بجانبه لعل جسدي يدفىء جسده،
يا ليتهم تركوني أقبله،
يا اللهي لم أشعر باليتم وأنا صغير ولكن شعرته اليوم بعد الاربعين .
رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.