الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-21, 08:46 AM   #172
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 159 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة غطفان وإسلام دعثور بن الحارث ))
________
وفي بداية السنة الثالثة من الهجرة أخذت قريش تكيد للمسلمين ، لم تنس بدرا، وقد علمت قريش أن تجارتها للشام ، أصبحت في خطر فقامت قريش بعمل {{ تحالف }} مع بعض القبائل العربية حول المدينة المنورة ، من أجل أن تحمي هذه القبائل تجارتها من المسلمين ، فالمسلمون الآن هم عدو قريش الأوّل . و النبي - صلى الله عليه وسلم - هو رسول الله و قائد المسلمين ، فهل يترك القائد بلاده للمؤامرات ؟ وهل يترك القبائل من حول المدينة تتحالف مع قريش على المسلمين ولا يحرك ساكناً ؟؟ لا .... إنه رسول الله القائد المُحَنّك ، و الذي يُدرك تماما مقولة " {{ ما غزي قومٌ في عقر دارهم إلاّ ذلّوا }} .

فما إن سمع عن تحالف القبائل حول المدينة لعداء المسلمين ؛ حتى قام إلى أكبر قبيلة في هذه القبائل واسمها {{ غطفان }} ، وقائدها اسمه {{ دعثور بن الحارث }} ، فخرج - صلى الله عليه وسلم - على رأس {{ ٢٠٠ مقاتل }} من أصحابه ، وتوجه إلى قبيلة غطفان التي حالفتها قريش ، وباغتها في عقر دارها ، ولكن كانت الأخبار قد تسربت إليهم أن محمدا وصحبه قد توجهوا إليكم ، فعندما وصلها لم يجد فيها رجالا {{ هربوا }} ، فذهب دعثور زعيمهم إلى القبائل المجاورة ، وجمعهم لغزو المدينة، فسمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بحملته ، فخرج إليه مرة أخرى في نحو {{ ٤٥٠ مقاتل }} . فلما سمعت القبائل بقدوم جيش محمد ، تزلزلت قلوبهم من الخوف والفزع ، وتفرقت القبائل عنه ، فهرب دعثور ومن معه إلى الجبال ، وتركوا أهلهم و أموالهم ، فلم يجد النبي - صلى الله عليه وسلم – حرباً .

عسكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أيّاما عند بئر يطلق عليه {{ ذو أمر، ولذلك يطلق على هذه الغزوة غزوة غطفان أو غزوة ذو أمر وهي أكبر غزوة قادها النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل غزوة أحد }} .

وبينما المسلمون هناك ، نزل عليهم مطر كثير فابتلت ثيابهم ، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - طريقه إلى شجرة بعيدا عن أعين من حوله يعصر ثيابه حتى تجف ، فجلس إلى تلك الشجرة ، ووضع سلاحه ، وجلس يستريح تحت الشجرة ، بينما تفرق المسلمون لشئونهم .

وكان المشركون يراقبون المسلمين من رؤوس الجبال ، فلما أبصروا النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة لوحده - وليس حوله أحد - قال دعثور " وهو قائدهم وأشجعهم و هو الذي جمعهم " :

قتلني الله إن لم أقتل محمداً !! و أخذ يتسلل خلسة ، ومشى بكل خفة حتى اقترب من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو غافل عنه ، ثم أشهر سيفه على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له في نشوة المتكبّر المتفاخر بالنصر : يا محمد ، أنا دعثور الذي قدمت لتغزوه !! قل لي : من يمنعك الآن مني ؟؟ [[ يعني سيفك مش معك ، و أصحابك بعيدين عنّا ، وأنا سيفي بأيدي وعلى راسك ]] ، فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه وقال : {{{ الله }}} ،

فارتعد دعثور ، وسقط السيف من يده ، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - السيف ، ورفعه في وجهه وقال : أنت يا دعثور من يمنعك الآن مني ؟؟ قال : لا أحد . فأنزل النبي السيف من يده ، وقال لدعثور: قد انتصرت عليك وعفوت عنك ، خذ سيفك وانطلق . نظر دعثور للنبي - صلى الله عليه وسلم - مذهولا وقال : من أنت يا محمد ؟!!!! قال : أنا محمد رسول الله . فقال دعثور : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، و أنك يا محمد رسول الله ،، فلو كان هناك آلهة غير الله ربك يا محمد لنفعتني الآن .

أسلم دعثور ، وانطلق يدعو قومه للإسلام ،

[[ جاء يريد قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصبح داعياً إلى الله وذلك لمكارم أخلاق رسول الله ]] ، {{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }} ، وقد ترك هذا العفو النبوي الكريم أثراً كبيراً في أعراب هذه المنطقة ، فقدموا وبايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم