عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-21, 12:17 PM   #110
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (09:12 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لطالما كنتُ الفرصة الثانية للجميع،
لم أشعُر يومًا بأن لديَّ شخص
يحفظني في صندوق عالمه الخاص،
يتفقدُني في كُل وهلة،
ويخشى علي كخشيةِ طفل على لعبته.
لم أشعُر يومًا بأن هُناك شخص يعلم أدق التفاصيل عني،
ويقِف في صفي دائمًا مهما إستحالت الظروف،
ولم أشعُر مُطلقًا بأن هُناك شخص يخشى
علي من أدنى خدشٍ يمسُّني.
لطالما أخبرني الجميع بعُمق مكانتي لديهم،
ثُم ما إن رسم الحُزن طريقه إليّ وحطَ رِحاله،
انفضّوا عني كما ينفض النمل عن موضِع الخطر.
لطالما أخبرتُ الجميع بأني مُتعبة ولم يجرؤ
أحدهم على أن يخطو نحوي.
بل بالعكس، لم أجِد منهم سوى التهوين
السخيف مِما أشعُر به.
كم من مرة أخبرتُهم بأنني لستُ على
ما يُرام ولم يُحاول أحدهم أن يفعل
أدنى شيء لِإسعادي.
لطالما تسبَّلت دموعي لوحدي،
ولطالما إنزويتُ في الليالي القاتمة،
لطالما اضمحلّت روحي وتنغصت
عيشتي دون أن يكون هُناك أحد بِجانبي.
ولكنني لا أحمل أي مشاعِر لوم أو سخط،
أنتم رائعون يا أصدقاء،
لكنكم لستُم معي.
أنا وحيدة.
وحيدة تمامًا رُغم الزِحام من حولي.
أنا أقع في هوة عميّقة إلى حدّ اللعنة.
أنا مُشتتة الأفكار، خالية الوفاض.
أنا أتداعى، أتردَّى، أتحطّم.
ودويُّ حُطامي لا يسمعه أحد.