الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-21, 08:02 AM   #174
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 161 »
السيرة النبوية العطرة (( مقدمة غزوة أُحد ، سرية زيد بن حارثة ))
______
نحن الآن في {{ السنة الثالثة للهجرة }} ، لم تكن مشكلة بدر بالنسبة لقريش هو فقط الهزيمة المدوية التي هزت هيبتها في كل الجزيرة العربية ، ولكن المشكلة الأكبر هي أن المسلمين قد نجحوا في قطع طريق تجارة قريش إلى الشام ، وقريش تعيش على التجارة ،لأنها {{ بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ }} ،

فإذا لم يكن لديها تجارة فقد قُتلت وخُنقت اقتصادياً ، وعندما تتأثر تجارة قريش إلى الشام ، فإن تجارتها إلى اليمن تتأثر أيضاً ، لأن التجارة التي تأتيها من اليمن تقوم هي بحملها إلى الشام والعكس .

ولذلك كان انتصار المسلمين في بدر ، ومن ثم نجاحهم في قطع طرق تجارة قريش، كارثة اقتصادية على قريش ، وفكرت قريش ؛ كيف يمكن مواجهة هذه المشكلة ؟؟ فقررت أن تبحث عن طريق آخر للتجارة ، وهو أن تسلك طريقاً جديداً تماما ، وهي أن تتجه إلى منطقة {{ نجد }} شرقاً ، ثم إلى العراق شمالا، ثم بعد ذلك تتجه إلى الشام غرباً، [[ يعني يأتون الشام من مكة عن طريق العراق ]] ، وكان هذا الطريق طريق طويلا جدا، وفيه مخاطر كثيرة، وتكلفته كبيرة، وهذا يعني أن تقل أرباح قريش من تجارتها، ومع ذلك لم تجد قريش حلاً غير هذا لاستمرار تجارتها .

وبالفعل انطلقت تجارة ضخمة لقريش فيها كثير من المال بقيادة {{ أبو سفيان بن حرب }} ، وسلكت هذا الطريق ، وفي هذا الوقت كان النبي- صلى الله عليه وسلم - يبث العيون ترقب قريش في حركاتها وتجارتها ، فبلغه خروج أبو سفيان وصفوان ابن أمية ، فعقد لواء لمولاه {{ زيد بن حارثة }} وأرسل معه عددا 100 مقاتل من الصحابة . ولمّا دنت دنت القافلة أحاطوا بها، ففرّ أبو سفيان وصفوان ومن معهم ، وغنم زيد و أصحابه ما فيها من أموال ، وكانت تلك التجارة أعظم تجارة لقريش بعد بدر.

وهكذا قطع الرسول - صلى الله عليه وسلم - على قريش كل طرق التجارة ، بمعنى [[ أمسك النبي بعصب قريش الاقتصادي ]] ، ولذلك فإن هذه السرية كانت سبباً مباشراً لوقوع غزوة أحد .

و بعد هذه السرية ، فكرت قريش جدياً في السير إلى المدينة لحرب المسلمين ، و استعادة هيبتها و إنقاذ تجارتها و اقتصادها من الانهيار . وكانت قريش أصلا قد اتخذت قرارها بعد غزوة بدر بأن جعلت أرباح القافلة التجارية الضخمة التي قامت بسببها معركة بدر، عندما هرب بها أبو سفيان عن طريق الساحل قبل غزوة بدر ، جعلتها لتجهيز جيش ضخم لحرب المسلمين والثأر لهزيمتهم المُرة في بدر ، وقد حان الوقت لذلك بعد مهاجمة زيد و أصحابه لقافلة قريش الآن .

ونزل في ذلك قول الله تعالى :
{{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ‏ }}

. . . يتبع تجهيز قريش لغزو المدينة

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم